خبر عاجل
حقائق وأرقام عن اللاعب توبياس كيرفارا قاضي إرضاءً لواشنطن يسقطون جرائمهم على سورية أمريكا مرعوبة من حراك الطلاب! الفروج ينخفض ومؤشر الوجبات السريعة بارتفاع… أصحاب مطاعم لـ«غلوبال»: أسعار المواد الداخلة بالوجبات هي الأساس ارتفاع درجات الحرارة… الحالة الجوية المتوقعة جريمة جديدة تهز الحسكة… مصادرلـ«غلوبال»: مقتل شاب على يد شقيقه انطلاق المرحلة الثانية من تركيب بوابات الانترنت بريف دمشق… مصدر في الشركة السورية للاتصالات لـ«غلوبال»: سيتم توزيعها على 22 مقسماً اقتراح إلغاء وزارات وإحداث أخرى للمناصب الاقتصادية… خبير لـ«غلوبال»: رؤية مختلفة لشكل الحكومة القادمة في سورية آلية تسعير “لا غالب ولا مغلوب” الفيفا يوافق على تمثيل 3 محترفين لمنتخبنا الوطني
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

لاعبر ولا دروس من كارثة الزلزال!

خاص غلوبال ـ علي عبود

هل تحول زلزال 6/2/2023 إلى ذكرى منسية بالكاد نأخذ العبر والدروس منها قبل أن تقع كارثة مثلها في القادم من الأيام وليس السنوات ؟.

لو تابعنا الزلازل التي تضرب العالم لاكتشفنا أنها جوالة في بقاع الأرض المختلفة، والأخبار القادمة من تركيا تؤكد بأن مدينة اسطنبول ستتعرض لزلزال مدمر في أيّ لحظة، والكلام لعلماء الجيولوجيا وليس للمنجمين!.

لقد تعلمت دول كثيرة كاليابان والصين العبر والدروس من تاريخها الزلزالي، فاستعدت لها بمبانٍ مقاومة للزلازل حتى 8 درجات على مقياس ريختر، في حين أن الدول العربية وخاصة المشرقية منها لم تستعد ولم تتعلم أيّ عبر أو دروس، مع أنها تقع فوق فوالق لاتتوقف عن الحركة من تحتها ولو لثانية واحدة.

نعم، كل علماء الجيولوجيا والمختصين بالهزات “المزلزلة” يؤكدون أن منطقتنا دخلت في حقبة الـ 50 سنة التي ستحدث فيها زلازل مدمرة لاتقل قوة عن زلزال 6/2/2023، ومع ذلك مامن دولة تريد أن تتعلم العبر والدروس لا من الزلزال الذي مضى عام على انفجاره، ولا من الزلازل الوشيكة التي ستضرب تركيا، ولا من تجارب الدول التي استعدت جيداً للزلازل المدمرة.

ونحن هنا نتحدث عن كوارث مرعبة، ويبدو أن قلة تعرف أن زلزال “قهرمان مرعش” في تركيا الذي “زلزلنا” توازي قوة انفجاره انفجار عشرات القنابل النووية تحت الأراضي التركية، تجسدت بزلزال بقوة 7.5 درجات، وهذا يعني أن الزلزال القادم المتوقع في مدينة اسطنبول وهو أقوى سيلحق بالمنطقة دماراً هائلاً لايقارن بدمار زلزال 6/2/2023، لأننا لم نستعد للزلازل من قبل، ولم نبدأ بالاستعداد لها في إطار خطط معمارية تفرض إنجاز أبنية مقاومة للزلازل، وتدعيم الأبنية المتهالكة والقديمة التي بالكاد تستطيع الصمود أمام العواصف والأمطار.

نعم، فالق الأناضول الشرقي المجاور لفالق البحر الميت، أو ما يُعرف بالأخدود الإفريقي العظيم، بدأ يتحرك بسرعات غير مسبوقة منذ عدة عقود، والتاريخ يُخبرنا أن مدنا مثل بيروت ودمشق وحلب واللاذقية تدمرت كلياً، بل واختفت عن وجه الأرض عدة مرات في القرون القديمة بفعل الفوالق الزلزالية كلما بدأت بالتحرك بعد خمول طويل.

لقد كشف رئيس شبكة سلامة المباني في لبنان أن الأبنية غير قادرة على الصمود أمام أي زلزال حقيقي، والذي سيتسبب بانهيار مالايقل عن 16250 مبنى، وهو رقم قليل جداً مقارنة بالمباني التي تهدمت في محافظات حلب واللاذقية وحماة وطرطوس بفعل زلزال 6/2/2023، ومع ذلك لم تأخذ الجهات الحكومية سواء في سورية أم في لبنان العبر والدروس خلال عام كامل على وقوع الكارثة، ولم تستعد للقادم من الزلازل كما فعلت دول أخرى.. فلماذا؟.

لقد قامت الجهات الحكومية بالتعاون مع نقابة المهندسين بالكشف عن الأبنية في المناطق التي تعرضت للزلزال، وهذا إجراء أكثر من جيد، لكن السؤال: كم عدد الأبنية التي قام أصحابها بترميمها وتدعيمها؟.

وإذا كانت نتائج الترميم تكاد تكون صفراً في لبنان على اعتبار أنه لم يتضرر فعلياً من زلزال 6/2/2023 فإن الأمر مختلف تماماً في سورية، فالأبنية المتأثرة بالآلاف، ومع ذلك فإن أعمال الترميم والتدعيم لاتزال محدودة جداً، وتوحي بأن الجهات الحكومية والمتضررين يتصرفون وكأنّ مامن زلزال مدمر جديد سيضرب منطقتنا قبل قرن من الزمن على الأقل!.

الخلاصة: لايبدو أن الحكومة استخلصت العبر والدروس من زلزال 6/2/2023، بدليل أنها لم توفر المساكن لجميع المتضررين من الزلزال، ولم تُلزم أصحاب المباني المتهالكة بتدعيمها وترميمها، والأهم من كل ذلك لم تستعد للقادم من الزلازل بإقامة مدن سكنية بأسلوب التشييد السريع مبانيها مقاومة للزلازل المدمرة لتكون بديلة لمناطق العشوائيات، وكما يؤكد الجيولوجيون فإن المباني الضعيفة والمتهالكة والمعشوشة..الخ، وليس الزلازل، هي من تقتل الناس!.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *