خبر عاجل
درجات الحرارة أدنى من معدلاتها… الحالة الجوية المتوقعة خلال الأيام القادمة نادي الفتوة يصل نهائي كأس الجمهورية.. ويضرب موعداً مع نظيره الوحدة “شحادين تريند” نسرين طافش تهاجم رواد السوشيال ميديا عاصفة مغناطيسية قوية تضرب الأرض تبلغ ذروتها نهاية 2025… الجمعية الفلكية السورية لـ«غلوبال»: قد تسبب كارثة أرضية وتأثيرها على الأحوال الجوية قيد الدراسة بدء حصاد الشعير… نائب رئيس اتحاد الفلاحين بدير الزور لـ«غلوبال»: ارتفاع التكاليف ونقص كبير في عدد الحصادات الطبقي المحوري في الخدمة مجدداً…مدير مشفى درعا الوطني لـ«غلوبال»: خطة لصيانة الأجهزة المعطلة من ميلي إلى باول… مجرمون يعترفون وقتلةٌ مستمرون غرام الذهب على عتبة المليون ليرة… محلل مالي لـ«غلوبال»: تراجع الثقة بالاقتصاد الأمريكي ودولاره سيؤدي إلى قفزات لاحقة ومتواصلة في أسعار الذهب عالمياً ومحلياً إيقاف المدرب أحمد عزام لعام كامل واقتراح فصله من المنظمة الرياضية.. ما السبب؟ عدسة غلوبال ترصد كواليس بلوغ نادي الوحدة نهائي كأس الجمهورية
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

ماذا يُعيق تفعيل اتفاقياتنا مع إيران؟

خاص غلوبال ـ علي عبود

مضى أكثر من ثلاثة أشهر على اجتماعات اللجنة الوزارية السورية ـ الإيرانية التي كان يُفترض أن تُترجم خلالها وثائق التعاون إلى أفعال في مجالات التعاون والتبادل التجاري، وإطلاق عدة مشاريع استثمارية بين البلدين، ولكن لم يتحقق سوى القليل جداً مقارنة مع التصريحات الإعلامية.

حسبما كشفه رئيس الغرفة التجارية السورية – الإيرانية المشتركة، فهد درويش بتاريخ 6/12/2023 فقد تم الانتهاء من التعريفات التجارية لأكثر من 88 سلعة، وأسفرت مؤخراً عن “تصفير” الرسوم الجمركية، فهل سنشهد في القريب زيادة في التبادل السلعي بين البلدين أم سيتلكأ تجارنا بالاستفادة من هذه الميزة؟.

لقد أعرب الجانب الإيراني مراراً عن استعداده لتفعيل المنطقة الحرة للتجارة المشتركة، مثلما هي مفعّلة مع دول أخرى، تربطها بها علاقات تجارية واستثمارية واسعة، بالإضافة إلى تفعيل الاتفاقيات الخاصة بتنفيذ محطات الطاقة ومساهمة الشركات الإيرانية بإعادة الإعمار..إلخ، لكننا لم نلاحظ أيّ تقدّم أو تفعيل للاتفاقيات المهمة جداً بين البلدين نلمس نتائجه حتى الآن.

ومع أن الجانبين السوري والإيراني، وتحديداً حاكم مصرف سورية المركزي ومحافظ البنك المركزي الإيراني أعلنا في 7/12/2023 عن إنشاء مصرف مشترك في سورية بهدف تمتين العلاقات المصرفية بين البلدين وبما يخدم الحركة التجارية المستقبلية بين التجار السوريين والإيرانيين، فإننا لم نلمس أيّ خطوات لتنفيذ هذا المشروع، على الرغم من تشكيل لجنة فنية لمتابعة كافة الأعمال ما بين المصرف المركزي الإيراني والمصرف المركزي السوري، وعلى أن تكون هناك لجنة عمل دائمة تجتمع بشكل دوري لتذليل كل الصعوبات والعوائق الموجودة حالياً أو التي يمكن أن تظهر لتعزيز وتمتين التعاون المصرفي.

أما الجانب الأهم والذي يهم سورية كثيراً فهو الإعلان في أكثر من اجتماع مشترك عن إيجاد آليات فعالة للتبادل التجاري بالعملات المحلية بين البلدين، ومع ذلك لم يتم التوصل إلى هذه الآليات حتى الآن، والسؤال: لماذا؟.

ومع أن رئيس اللجنة المشتركة من الجانب الإيراني وزير الإسكان وبناء المدن مهرداد بذرباش، أكد “أن الكثيــر مــن الاتفاقيات بين البلدين دخلت مرحلة التنفيذ ومنها ما هو على وشك الانتهاء، ويتم التشاور بشأنها”، فإننا مازلنا ننتظر آثاراً ملموسة لها سواء على صعيد زيادة التبادل التجاري، أوتنفيذ مشاريع الطاقة التي من شأنها زيادة دوران عجلات الإنتاج، وتحسين ساعات الوصل الكهربائي للسوريين.

ومن الملفت أن يعلن الجانب الإيراني منذ أكثر من ثلاثة أشهر أنه “ تم الانتهاء من تأسيس مصرف في سورية وسيباشر أعماله في الأيام القليلة القادمة”، لكن لم يباشر هذا المصرف الموعود عمله حتى الآن، بل لاندري إن كانت انتهت إجراءات انطلاقه ليقوم بدوره بتفعيل التبادل التجاري بالعملات المحلية.

والملفت أيضاً أن يستغرق إنشاء منطقة حرة إيرانية وسط سورية وقتاً طويلاً على الرغم من أهميتها بتنشيط النمو الاقتصادي بما يتيح تخفيض آثار العقوبات المفروضة على البلدين، وتلبية الاستثمارات الإيرانية في سورية وخاصة أن لدى إيران تجربة ناجحة بتفعيل علاقاتها التجارية مع محيطها القريب.

وتتميز هذه المنطقة بعد مباشرتها العمل بقربها من المشروعات الاستثمارية الزراعية في سورية ومن محطات الكهرباء التي يُفترض أن تنجز قريباً.

وكما يرى درويش فإن “المناطق الحرة هي من أهم روافد الاقتصاد الوطني للدول، والأساس الذي تقوم عليه الاستثمارات ومنصات الاستيراد والتصدير”، وبالتالي نسأل: متى ستنجز هذه المنطقة الحرة؟.

وبما أن اتفاقية “تصفير” التعرفة الجمركية على جميع السلع المتبادلة بين البلدين دخلت مرحلة التفعيل، فمن المنتظر أن نشهد تسريعاً في إجراءات تنفيذ الانفاق على مجموعة من المشروعات المتفق على تنفيذها في سورية، ولم يعد أمام التجار السوريين أيّ ذرائع لزيادة التبادل التجاري استيراداً وتصديراً بما من شأنه تحسين وضع الاقتصاد الوطني والالتفاف حول العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلدين ومنها العقوبات المالية والشحن..إلخ.

وبما أن اللجنة الاقتصادية المشتركة ناقشت في طهران منذ أكثر من ثلاثة أشهر ”تنفيذ خمس عشرة مذكرة تفاهم جرى توقيعها خلال زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سورية، وشملت كل القطاعات بما فيها الطاقة والزراعة والمناطق الحرة والاتصالات وغيرها، إضافة لتأسيس مشروعات استراتيجية بين البلدين في مجال الطاقة والغاز والنفط والنقل والزراعة”، فإن السؤال: ماذا نُفذ من هذه الاتفاقيات بعد أكثر من ثلاثة أشهر من قرار تفعيلها؟.

الخلاصة: لاشك أن البنك المشترك بين أي دولتين يساعد في تبسيط إجراءات الدفع والقبض للالتزامات المالية بين الجانبين ضمن ذات المصرف، ويتيح للأفراد الذين لديهم مصلحة وأعمال استيراد وتصدير بين البلدين أن يستفيدوا من هذا المصرف، ومع ذلك فإن التبادل التجاري للسلع بين سورية وإيران لايزال ضعيفاً، ويتزايد بوتيرة بطيئة جداً.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *