خبر عاجل
إرضاءً لواشنطن يسقطون جرائمهم على سورية أمريكا مرعوبة من حراك الطلاب! الفروج ينخفض ومؤشر الوجبات السريعة بارتفاع… أصحاب مطاعم لـ«غلوبال»: أسعار المواد الداخلة بالوجبات هي الأساس ارتفاع درجات الحرارة… الحالة الجوية المتوقعة جريمة جديدة تهز الحسكة… مصادرلـ«غلوبال»: مقتل شاب على يد شقيقه انطلاق المرحلة الثانية من تركيب بوابات الانترنت بريف دمشق… مصدر في الشركة السورية للاتصالات لـ«غلوبال»: سيتم توزيعها على 22 مقسماً اقتراح إلغاء وزارات وإحداث أخرى للمناصب الاقتصادية… خبير لـ«غلوبال»: رؤية مختلفة لشكل الحكومة القادمة في سورية آلية تسعير “لا غالب ولا مغلوب” الفيفا يوافق على تمثيل 3 محترفين لمنتخبنا الوطني يامن الحجلي يفتح النار على منتقدي الحلقات الأخيرة من “ولاد بديعة”
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

من مخيمات رفح إلى جامعات العالم…العلم يقاوم الإرهاب الصهيوني

خاص غلوبال – شادية إسبر

” قررت اللجنة منح الطالب درجة الماجستير”.. عبارة لم تحتضنها هذه المرة جدران مدرّج في جامعة كإجراء طبيعي أكاديمي علمي، الصوت فلسطيني سُمع في خيمة نزوح برفح جنوبي قطاع غزة، ليبعث للعالم رسالة أن المقاومة لا حدود لها، وكأنه يرد صدى الأصوات الطلابية الصادحة في الجامعات الأمريكية والعالمية؛ ضد العدوان الإسرائيلي الصهيوني الإرهابي المتواصل على القطاع.

انقطع الطلاب بمختلف مراحلهم الدراسية في قطاع غزة قسراً عن مقاعد الدراسة منذ أكثر من سبعة أشهر، دمّر الاحتلال الإسرائيلي خلالها معظم مباني المدارس والجامعات، بينما تحوّل ما تبقى منها لمراكز يأوي إليها نازحون مجبرون على الهرب من جحيم عدوان وحشي، لكن الأمل لدى أهل المقاومة في القطاع المنكوب لم ينقطع عن وريد الحياة، هكذا يؤكد ما نسمعه عن إصرار على التعلم والتعليم في مخيمات النزوح.

الجامعي الفلسطيني الذي نال أول درجة ماجستير في خيمة نزوح، طالب الدراسات العليا صلاح محمد أحمد العايدي، ناقش السبت (4/5/2024) رسالة في إدارة الأعمال من داخل مخيمات مدينة رفح؛ التي يتحضر جيش الاحتلال الإسرائيلي لارتكاب مجازره الأشنع فيها، حيث نشرت خبر مناقشة الرسالة جامعة الأزهر – غزة على صفحتها في فيسبوك، لتتلقفه وسائل إعلام فلسطينية وعربية ودولية، نقلت عن الطالب العايدي قوله إنه يواصل مسيرته التعليمية “رغم الفقد والجراح والألم، حيث يبقى الأمل.. وعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة”، لتكون الرسالة مهداة وفق العايدي إلى “أرواح الشهداء والجرحى والأسرى والنازحين الصابرين والمُهدمة بيوتهم”.

الدمار الصهيوني في جريمة الإبادة الإسرائيلية بغزة لم يقتصر على البيوت والأحياء السكنية فقد طال المرافق الحيوية وفي مقدمتها العلمية والصحية، إذ يؤكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أنه منذ بدء العدوان في السابع من تشرين الأول 2023، دمّر جيش الاحتلال الإسرائيلي 5 من أصل 6 جامعات دماراً كلياً أو جزئياً، واغتال 3 من رؤساء الجامعات، و95 من العمداء والأساتذة الجامعيين في القطاع، وبينما آلة التدمير الصهيونية الإسرائيلية تغتال الجامعات الفلسطينية وكوادرها العلمية، ومستقبل أجيال كاملة، كانت آلة القمع الصهيونية الأمريكية تغتال الديمقراطية والحريات وجميع الشعارات في حرم جامعاتها؛ كمّاً لأفواه طلابها وكوادرها التعليمية الثائرين على سياساتها الإرهابية العنصرية المشاركة في الجريمة الإسرائيلية.

لم تنجح وحشية العدوان الصهيوني في النيل من إرادة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، فخبر مناقشة رسالة الماجستير كان سبقه في 23/4/2024 مبادرة للمعلّمة الفلسطينية دعاء قديح الحاصلة على ماجستير ترجمة لغة انكليزية، والتي حولت خيمتها لصف دراسي تعلّم فيه الأطفال، إيماناً منها بحقهم في الحرية والتعلّم، الذي حرمتهم منه وحشية العدوان، حيث أطلقت قديح على خيمتها التعليمية اسم “صف السلام والحرّية”، لتنضم إليها مجموعة من زميلاتها المدرّسات اللواتي آثرن تحويل المعاناة الى فرصة لتعزيز إرادة الصمود والمقاومة.

مخيمات نزوح رغم وضعها المأساوي الكارثي، تبث رسائل للعالم بإصرار فلسطيني مقاوم لا يعرف الهزيمة، فأطفال فلسطين ينبتون في أرضهم نوراً من تحت الركام، بأقلام وبطون جائعة يواجهون عدواناً وحصاراً إسرائيلياً أمريكياً، ليس أمامهم سوى مقاومة عتمة الحرب ببصيص نور علم، يكبرون أسرع من باقي أطفال العالم، يفهمون ما يدور حولهم وما يُحاك ضد وطنهم ومستقبلهم.

اللافت أن الطلاب في قطاع غزة بمختلف مراحلهم التعليمية يدركون أنهم جزء من ثورة عالمية فكرية، تتنامى فيها حالة الغليان ضد الأفكار الإرهابية الصهيونية، حيث خطت أيادٍ غضة لأطفال في مخيمات برفح رسائل “شكر وعرفان” إلى طلاب الجامعات الغربية لموقفهم التضامني، أطفال كتبوا على خيامهم الممزقة كلماتها المعبرة ببلاغة إلى الطرف الآخر من العالم، حيث يخوض الجامعيون المعركة بوجه الصهيونية العالمية في أكبر معاقلها، ما يؤكد أن الوعي الشبابي العالمي يزداد نضجاً باتجاه تهديد مستقبل تلك الأنظمة المتوحشة، التي لم يعد مصطلح ازدواجية المعايير يكفي لوصف تصرفات إداراتها، بل بات من المؤكد أنها بلا معايير إطلاقاً، وبات ملّحاً هدم مفاهيمها العنصرية الهدّامة لسلام البشرية.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *