نغمة الشكر الحكومي!
يعتقد مسؤولو الحكومة أن كيل عبارات المدح والشكر للمواطنين لصبرهم على ما يعانونه من أزمات معيشية، يمكنه أن يخفف من حالة الاحتقان الشعبي الحاصلة جراء تلك الأزمات، أو يجمل قليلاً من صورة الحكومة شعبياً.
ومع أنني أعتقد، وهذه وجهة نظر شخصية، أن بعض المسؤولين صادقون في عبارات شكرهم، إلا إن البعض الآخر يتعامل مع تلك العبارات من منظور إعلامي لا أكثر ولا أقل.
فالشكر يفترض أن يتزامن أو تعقبه إجراءات تشعر المواطن أن الأزمات الحاصلة كانت أكبر من إمكانيات الحكومة في هذه المرحلة، ولذلك كان عليه أن يصبر، ويتحمل تبعات تلك الأزمات إلى حين حلها.
لكن عندما يرى المواطن أن الأزمات تتحول غالباً إلى مصدر ثراء لبعض الفئات المجتمعية، فإنه يصبح من الصعب إقناعه أن ما يحدث هو عبارة عن أزمات عابرة؟
وعندما تكون الأزمات مجرد سوء إدارة وتخطيط واستشراف من قبل مؤسسات الحكومة، فإن كلمة الشكر تفقد معناها، وتتحول إلى فعل إدانة؟
وعندما لا يكون المواطن في صورة ما يجري وعلى إطلاع كامل بحقائق الأمور، فليس هناك ما يمكنه أن يغير من وجهة نظره حيال واقع الأداء الحكومي.
قبل شكر المواطنين، ربما من المفيد للحكومة أن تعمل على تنفيذ ما وعدت به، وأن تصارح الرأي العام بحقيقة ما يجري، وأن يكون حضورها في الأزمات دوماً أقوى من باقي الأوقات… والأهم أن تشعر الناس أنها تعيش معهم الأزمة لحظة بلحظة.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة