الشعب يحلم بها ومجلسه يطالب بسيارات “الكهرباء”
يبدو أن الأولويات في سورية ضاعت، ففي الوقت الذي تقوم أولويات المواطن على تأمين لقمة عيشه، براتب لا يكفي ليشتري بقيمته خبزاً، إضافة لأولوياته في تأمين الغاز والمازوت وغيرها الكثير من الأولويات التي تعتمد على حاجاته الأساسية فقط، أمّا الأمور الترفيهية فباتت ضرباً من الخيال، وتخيّل أنه حتّى الفواكه باتت ضرباً من الترفيه.
في المقابل يبدو أن هناك لدى حكومتنا الميمونة أولويات مختلفة، وطبعا هي قائمة على شعار المواطن هو الأساس، ولكن الشعارات أهم أعمدة الحكومة، أما التنفيذ فمرهون بشعارات أيضاً وحجج من هنا وهناك داخلية و خارجية لسنا بصدد عرضها.
المهم أن أحد أولويات الحكومة اليوم، هو مطالبة عدد من النواب في مجلس الشعب، بتشجيع استيراد السيارات الكهربائية، ووزير النقل بدوره وعد بدراسة هذه المطالب.
هذه المطالبات ليست بجديدة، ففي آواخر العام 2019، دعت وزارة الكهرباء ذاتها، إلى ضرورة استيراد السيارات الهجينة، وإعفائها من الرسوم الجمركية.
وهنا نسأل:
هل نسي نواب مجلس الشعب أنّ الكهرباء باتت ضيفاً على الشعب السوري منذ بداية الأزمة السورية؟
وهل نسي وزير الكهرباء صعوبات توريد الكهرباء والأزمات التي تحصل ويعانيها المواطن بسبب نقص الكهرباء؟
وهل نسي أيضاً خروج أغلب المحطات من الخدمة بسبب الإرهاب؟
هل تذكروا مونة الأسر السورية، التي تقوم بصناعتها بشقّ الأنفس، هل نسوا كيف يتم رميها بالحاويات بسبب التقنين الكهربائي؟
ربما بتنا نعلم أن شعار المواطن أوّلا هو شعار، ولكن ربّما من حق السوريين الذين صمدوا صمود الجبال خلال سنوات الأزمة، أن لا يكون هذا الشعار مجاهرة في الأول والآخر دون أفعال.
رضينا بأشباه الألبان والأجبان، رضينا بأشباه الكهرباء والخبز والزيت والمازوت والبنزين، رضينا بشبه الحياة، فكفّوا عن طلبات دلالكم و التفتوا لواقع الناس، لتأمين لقمته، لزيادة راتبه، بهذا فقط تمثلوننا.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة