وزير سابق:ألا يكفينا ما نشهدُه من تسوّل الأطفال وعمالتِهم وتسرُّبِهم من التّعليم حتّى نصلَ إلى معاملتِهم كحيواناتِ السيرك
انتقد وزير سابق، أحد مقاطع الفيديو المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تظهر طفل يعمل في أحد المطاعم ضمن دمشق، كراقص مولوية.
وكتب الوزير السابق، محمد عامر المارديني عبر حسابه على فيسبوك:
حين قرأتُ اتّفاقيّةَ حقوق الطّفلِ الصّادرةَ عن الأممِ المتّحدة لفت اهتمامي الحديثُ عن مصالحِ الطّفل الفضلى، وأنّه ينبغي للحكومات أن تتأكّدَ أنّ الأشخاصَ المسؤولين عن العنايةِ بالأطفال يقومون بالواجبِ المُلقى على عاتقِهم على أكملِ وجه في الأماكنِ التي تحقّقُ شروطَ السّلامة ويحمونهم من الأعمال المؤذية والخطرة التي تضرُّ بهم، وقد تضمَّنَتِ الاتّفاقيةُ أيضاً وجوبَ أن يكونَ الأطفالُ في منأىً عن جميع أنواعِ الاستغلال ،فلا تجوزُ معاملتُهم معاملةً غيرَ عادلة لأيِّ حُجّةٍ أو مسوِّغٍ.
وفي المقابل لم أستطع أن أصدِّقَ ما رأيتُه في مقطع ڤيديو على مواقع التّواصلِ الاجتماعيّ الذي أظهرَ طفلاً صغيراً وهو يرقصُ رقصةَ المولوية على أنغامِ المُنشدين، في أجواءَ عبثيّةٍ أثناءَ إحدى سهراتِ السّحور التي يقيمُها مطعمٌ فخم في فندقٍ شهير في دمشق طوالَ شهر رمضانَ المبارك.
قولوا بالله عليكم..ماذا نسمّي حدثاً مثل هذا حين يُجبرُ طفلٌ ليسهرَ طوال الليل إلى ما قبيلَ الفجرِ وهو يرقصُ حولَ نفسهِ بانتظار أن يصفِّقَ له الحاضرون بعد انتهاء “نمرته”.
واقعةٌ مخزيةٌ عساها أن تكونَ دعوةً مُلِحّةً للجميع، حكومةً ومنظّماتٍ وجمعياتٍ أهليّةً، لوضعِ حدٍّ لمثلِ تلك الممارساتِ القميئة الشبيهة برِقِّ الأطفالِ والتي يعدُّها القانون جرماً جنائيّاً يستحقُّ العقوبة، ألا يكفينا ما نشهدُه من تسوّلهم وعمالتِهم وتسرُّبِهم من التّعليم، حتّى نصلَ إلى معاملتِهم كحيواناتِ السيرك؟؟
طريقك الصحيح نحو الحقيقة