أجور السوريين في الخمسينيات 13ضعف أجورهم في 2022
تعتبر مسألة الأجور في سورية ومدى كفايتها وتغطيتها لتكاليف الحياة الشغل الشاغل لمعظم الناس بعد أن باتت لاتكفي ثمن الخبز.
آخر الدراسات الاقتصادية عن الأجور في سورية،تقول بأنه كان الحد الأدنى لأجور العمال السوريين في خمسينيات القرن الماضي محدداً بحيث يكون قادراً على شراء ما يزيد قليلاً عن 30 كيلو غرام لحم غنم شهرياً، أي أن الحد الأدنى للأجر اليومي للعامل السوري آنذاك كان يستطيع شراء 1 كيلو غرام من لحم غنم يومياً.
اليوم، وبعد مرور حوالي سبعة عقود، يحصل العامل السوري على حد أدنى للأجر يبلغ 92,970 ليرة سورية شهرياً، أي أن يومية هذا العامل تقل عن 3000 ليرة، وعلى اعتبار أن ثمن كيلو لحم الغنم (وسطياً بين سعره لدى صالات المؤسسة السورية للتجارة وسعره في السوق) هو 40 ألف ليرة سورية، فإن الحد الأدنى للأجور اليوم لا يستطيع أن يشتري سوى كمية تقل عن 79 غرام لحم غنم يومياً، أي أن عدد غرامات لحم الغنم التي يستطيع الحد الأدنى للأجر شراءها قد تراجع خلال ما يقارب سبعين عاماً بحوالي -92.1%.
و وفقا لصحيفة قاسيون، لو أراد العامل في البلاد اليوم الحصول على حد أدنى للأجور مكافئ للحد الأدنى الذي كان يتقاضاه في خمسينيات القرن الماضي، فإنه يجب أن يتقاضى ما يقارب 300 دولار أمريكي، أي حوالي 1,200,000 ليرة سورية شهرياً، ما يعني أن الحد الأدنى للأجر يجب أن يتضاعف حوالي 13 مرة، هذا إذا افترضنا ثبات الحاجات الضرورية بين الخمسينيات واليوم.
لكن وبالنظر إلى تضخّم الحاجات الأخرى غير الغذائية، من مسكن ولباس ومواصلات وتعليم وصحة واتصالات، فإنه من المنطقي أن يتم اعتبار ثمن 1 كيلو غرام لحم غنم معادلاً لتكاليف الغذاء اليومية الضرورية، وبالتالي اعتماد نفس الطريقة التي يحسب على أساسها الحد الأدنى لتكاليف المعيشة، أي باعتبار الـ1,200,000 ليرة هي تكاليف الحد الأدنى للغذاء التي تمثل 60% من الحد الأدنى لتكاليف المعيشة، وبإضافة 40% للحاجات الأخرى أي 800,000 ليرة، فإن الحد الأدنى للأجور يجب أن يلامس المليوني ليرة سورية.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة