دير الزور تنتج نصف احتياج مخابزها من الدقيق… مدير فرع السورية للحبوب لـ”غلوبال”: المطحنة الحالية بديلة لمطحنة الفرات وتعمل بالحد الأدنى من الجودة
بعد أن أدخلت خط الإنتاج الثالث في الخدمة، رفعت مطحنة الفرات بدير الزور إنتاجها اليومي من الدقيق إلى 100 طن، وهذه الكمية لا تكفي إلا نصف حاجة مخابز محافظة دير الزور التي تضطر لاستجرار نحو 100 طن دقيق أخرى يومياً من باقي المحافظات، الأمر الذي يكلف خزينة الدولة مبالغ مالية كبيرة، في ظل شكاوى مستمرة جراء انخفاض جودة الدقيق الذي تنتجه المطحنة.
مدير فرع المؤسسة السورية للحبوب بدير الزور المهندس أديب الركاض أوضح في تصريح لـ”غلوبال“، أن مطحنة الفرات الحالية هي مطحنة “بديلة” تم إحداثها في العام 2018 ضمن أحد مستودعات محلج دير الزور، بدلا عن المطحنة الأساسية التي تقع في مناطق خارج السيطرة، والتي خرجت عن الخدمة في العام 2013 بعد أن قامت العصابات الإرهابية بتخريبها و سرقة محتوياتها.
وأشار أن المطحنة “البديلة” تضم خطي إنتاج يعملان بطاقة تصل إلى حوالي 50 طن يومياً، تم تعزيزها قبل أيام بخط إنتاج ثالث تصل طاقته الإنتاجية القصوى إلى 50 طن، لافتاً أن الخطوط الثلاثة تم تركيبها من قبل كوادر المؤسسة الذين قاموا بتجميعها من الآلات القديمة والتجهيزات المتوفرة لدى المؤسسة، وهي تعمل “بالحد الأدنى” من الجودة، وتحتاج لإجراء أعمال صيانة متواصلة للحفاظ على كفاءة وجودة العمل.
وبين الركاض أن إنتاج المطحنة ، وهي الوحيدة في دير الزور، لا يغطي سوى نصف حاجة المحافظة من الدقيق، و يتم استكمال باقي الاحتياج من خلال إرسال الاقماح إلى باقي المحافظات لطحنها وإعادة استجرارها كدقيق، وهذا الأمر يرتب على المؤسسة تكاليف وأعباء مادية مرتفعة، حيث تبلغ تكلفة نقل الشحنة الواحدة سواء من القمح أو الدقيق أكثر من مليون ونصف المليون ليرة، إضافة إلى حالة الإرباك التي نقع بها عند توقف المطحنة، أو تأخر وصول الشاحنات بسبب الظروف الجوية لا سيما في فصل الشتاء.
بدوره مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدير الزور بسام الهزاع أوضح لـ”غلوبال”، أن عدد المخابز العاملة في المحافظة يبلغ 78 مخبزاً عاماً وخاصاً تحتاج إلى ما يقارب 197 طناً من الدقيق يومياً، وهذه الكمية تتزايد بصورة مستمرة نتيجة عودة الأهالي المتسارعة إلى مدنهم وقراهم، مشيراً إلى حاجة المحافظة لإنشاء مطحنة حديثة بمواصفات جيدة يمكنها إنتاج دقيق بجودة عالية، كي تسهم بتخفيف الأعباء والتكاليف الناجمة عن نقل الأقماح إلى المحافظات الأخرى وإعادتها إلى دير الزور كدقيق.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة