صحيفة رسمية: المواطن لم يعد قادراً على الحلم بأكثر من ربطة الخبز وإسطوانة الغاز
شارف العام على الانتهاء ولم يتحقق أي من وعود وزارة التجارة الداخلية التي أطلقت الكم الأكبر منها، وفرشت طرقنا وروداً ولوّنتها بكل زاهٍ ومشرق، لينتهي العام ولم تحقق أي منها ولو على سبيل ذر الرماد في العيون.
لعل أكثر النقد يوجه لوزارة (التموين) كون المواطن لم يعد قادراً على الحلم بأكثر من ربطة الخبز وإسطوانة الغاز، وهما شيئان يقعان تماماً في صلب صلاحيات التموين، وبمواجهة النقد الأكبر لم تقصّر التموين أو تتراجع ولو خطوة في سباق الفانتازيا، بل واجهت كل طلب بوعد وكل مقترح بمشروع، لدرجة باتت معها الأمور خارجة عن سيطرة ذاكرتها قبل القول بسيطرة التنفيذ..
ربطتان من الخبز بكيس واحد من النايلون، والكيس يجب تحليله للتأكد من سلامة مواده على صحة المواطن، وهو ذاته المواطن الذي استعمل كيس التموين نفسه طوال عقود، أما المشروع الأهم والأضخم الشبيه بمنطاد الإنترنت العالمي، فهو تحديد أيام الحصول على الخبز من الأفران التي لا تقيم وزنا لكل قرارات التموين، بل تراها تبيع الخبز لـ(لشقّيعة) والأطفال والنساء ليبيعوا الربطة بألف ليرة على حساب المواطنين الذين يتكدسون بالمئات أمام كل فرن.
في وقت نشاهد فيه الشاحنات تفرغ الآلاف من جعب المياه المعدنية في مستودعات القطاع الخاص مثل مستودعات المزة، ينتظر المواطن رسائل الصالات لنحو شهر تقريباً حتى يحصل على جعبة أو اثنتين من القياس الصغير، أما الزيت فإن الخشية.. كل الخشية من تقاعد المسجّل عليه قبل حصوله على هذه الأعجوبة التي باتت دول العالم تشرع في استبدالها للحفاظ على صحة مواطنيها، في وقت نبيع للمواطن زيتاً من ماركة أخرى من القطاع الخاص..!!
من يملك أن يسرد ذكرى واحدة سعيدة وزارة التموين وأذرعها التنفيذية من مخابز والسورية للتجارة ودوريات تموينية وسواها..؟؟!!
هي جردة العام بأنفاسه الأخيرة.. أما عن المولود الزمني الجديد فلم نعرف طباعه بعد.. ولعلنا لا نريد من هذه الطباع إلا أقل القليل.. خبزاً وزيتاً وغازاً.
الثورة – مازن جلال خيربك
طربقك الصحيح نحو الحقيقة