خبر عاجل
الكرامة يفوز قانوناً على الاتحاد أهلي حلب في سلسلة الفاينل 6 لدوري كرة السلة جهود تشريعية لدعم المشاريع الصغيرة… مدير هيئة الضرائب لـ«غلوبال»: القانون 18 يتيح منح قروض تشغيلية بأقل تكلفة مصرفية للمساعدة بتأمين دخل إضافي القروض التنموية أسست لمئات المشروعات الصغيرة بالسويداء…رئيس صندوق السلف لـ«غلوبال»: عدد المستفدين 28 ألفاً من ألغاز استلام الغاز إلى استفزاز إهتلاك الأسطوانات رفع الجاهزية استعداداً لحصاد القمح…عضو مكتب تنفيذي بدير الزور لـ«غلوبال»: اتخاذ كل ما يلزم لمنع حدوث الحرائق ومنع انتشارها “مال قارون” والمواطن؟! هكذا عمال سورية في عيدهم عدسة غلوبال ترصد أحداث فوز الشرطة على الهلال في مباراة الصعود لدوري الأضواء درجات الحرارة حول معدلاتها… الحالة الجوية المتوقعة سائقون لا يلتزمون بإغلاق الأبواب والطاقة الاستيعابية للباصات…. مدير النقل الداخلي بدمشق وريفها لـ«غلوبال»: نتابع أي شكوى بهذا الخصوص
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

نصر استراتيجي أم مسرحية مفبركة؟!

خاص غلوبال ـ علي عبود

لايمكن لأحد أن يقف على الحياد بعد عملية “طوفان الأقصى”، فهو إما مع محور المقاومة أو مع محور أمريكا، ومن يزعم أنه ليس مع المحاور، فإن تماهيه مع الروايات الإسرائيلية للأحداث يعني حتماً إنه في المحور الأمريكي ـ الصهيوني سواء كان ذلك جهلاً أم قصداً.

لنطرح السؤال مباشرة: هل حققت إيران نصراً استراتيجياً أم قامت بمسرحية مفبركة؟.

للإجابة عن السؤال لنستعرض التالي:
لقد تعمدت إيران التسبب بدمار هائل في المواقع العسكرية التي استهدفتها بصواريخها، إلى حد أنه لو تم تسريب مادار من نقاشات سرية في “مجلس الحرب الإسرائيلي” لكنّا رأينا 4 ملايين إسرائيلي في مطار بن غوريون يحاولون إيجاد طريق للهروب، ولأول مرة تابعنا “الإسرائيليون” يطلبون من الربّ أن ينجّيهم من صواريخ إيران.

لقد نجحت إيران في أمرين، الأول: توليد أجواء هستيرية في صفوف “الإسرائيليين” حتى قبل أن تطلق رصاصة واحدة، والثاني: الانتقام لاغتيال الجنرال في الحرس الثوري الإيراني محمد رضا زاهدي، بالمقابل “إسرائيل” فشلت بتوقع نتائج الاغتيال في دمشق، وفشلت كذلك في الاستعداد لحقيقة أن إيران تشكل تهديداً كبيراً على “إسرائيل”.

ويمكن القول إن ماحصل هو جولة واحدة في حرب طويلة بين “إسرائيل” وإيران خرجت منذ مدة من الظلال، وهي تدور في جميع أنحاء الشرق الأوسط، من نتائجها أن “إسرائيل” باتت أشبه بسفينة تبحر وسط عاصفة شديدة قد تُغرقها في الأعماق.

وحتى لو تمكنت “إسرائيل” من ضرب الإيرانيين بقوة فإنها ستتلقّى منهم ضربة قوية تؤدي إلى دمار رهيب وخسائر فادحة.

نعم، “تل أبيب”، التي تتصارع مع نفسها وشركائها الأميركيين إزاء أصل الردّ على الردّ، وعلى طبيعته ومداه، في إطار معضلة تقدير موقف ثنائية: ضرورة الردّ لإعادة ترميم مكانة “الدولة”، وضرورة أن لا يؤدي الردّ إلى ردود مقابلة، ويبدو أن “إسرائيل”  تقدّر من الآن حدوثها، وقد لا تقتصر على الجبهة الإيرانية..إلخ.

تعلم “إسرائيل” الآن، أن ردّها على الردّ سيؤدي إلى ردّ إيراني مقابل، الأمر الذي سيضعها في الموقف الحالي من جديد، مع أثمان أعلى وأكثر تأثيراً.

اللافت هو محاولات بعض وسائل الإعلام، كما بعض الجنرالات، التخفيف من قيمة ما فعلته إيران وحدّته وخطورته، في الوقت الذي انتصر فيه الإيرانيون قبل إرسال صواريخهم وطائراتهم إلى “إسرائيل” ، بل يمكن الاستنتاج بأن انتصار إيران تحقق قبل الهجوم بوقت طويل.

وتجسد هذا الانتصار “في انتشار الجنون، سواء في الجمهور أو في وسائل الإعلام، وفي الترقب المتوتر للرد الإيراني، وفي التكهنات التي لا تنتهي”.

وليس صحيحاً ما زعمه جنرالات العدو “أن إيران فشلت وسيتعين عليها التفكير في كيفية النجاح أكثر في المرة المقبلة”، فالعكس هو الصحيح “أنّ إيران لم تفشل، ومن هم هناك ليسوا أشخاصاً مهووسين، في طهران يجلس أشخاص عقلانيون عرفوا بالضبط ما الذي كانوا يفعلونه.

كانت كل خطوة مخططة جيداً،
نعم، كانت ليلة الردّ الإيراني مهزلة استراتيجية بالنسبة إلى الاحتلال، فقد مُنيت “إسرائيل” بفشل استراتيجي، فالحقيقة “إسرائيل استُعبدت لأسبوعين إثر توتر أصابها بالشلل، بعد إقدامها على الاغتيال” تجسد في الترقب والقلق اللذين سادا في انتظار الرد بعد التهديدات الإيرانية.

ووصف البعض هجوم إيران ليلة 14 نيسان بأنه كان الهجوم الأكثر تركيزاً وتنسيقاً من الصواريخ الموجهة في التاريخ الأمني العالمي، وقد أطلقت الطائرات المسيّرة من مواقع كثيرة ومن مسافة 1000 إلى 1500 كلم.

وقد أخطأت المخابرات الإسرائيلية مجدداً، وأثبتت أنها لاتعرف شيئاً بدليل أنه حسب تقديرها فإن (إيران لن تغير طريقة عملها في حال أقدم “الإسرائيلي” على اغتيال شحصية لها في دمشق في أرض سيادية بالنسبة لطهران)، وبالتالي فقد كان لسان كل الأجهزة الاستخباراتية مع القيادات السياسية تردد بعد ليلة 14/4/2024: لقد أخطأنا.

كل قادة العدو (نسوا أن “إسرائيل” لم تعد بصورة المُهدّد، وأن لديها حكومة لاتتمتع بالثقة، وأن جيشها أخطأ مرة أخرى ولا يعرف كيف يتعافى..).

لقد بدأت تعليقات المحللين في الإعلام “الإسرائيلي” تخشى من تغيّر قواعد اللعبة في أيّ مواجهة مع إيران بعد تعرض “إسرائيل” لإهانة ثقيلة وغير مسبوقة، (فالردع “الإسرائيلي” الذي تحطم في غزّة ولبنان تحطّم في طهران أيضاً).

أكثر من ذلك،  تعرضت “إسرائيل” والولايات المتحدة إلى الفشل الاستراتيجي بعد الهجوم الإيراني، على كيان الاحتلال بعشرات المسيّرات والصواريخ، فهما فشلا في ردع إيران عن الهجوم إذ (تمكّن الإيرانيون من إلحاق الأذى بـ “إسرائيل”، من دون إلزام واشنطن على الرد بالتعاون مع تل أبيب).

وهكذا أنجز الرد الإيراني ردعاً مقابل “إسرائيل”، وأثبتت إيران في ردها جرأة وقدرة نارية وعملية، وغيّرت قواعد اللعبة وتحاول الآن فرض معادلة جديدة في المنطقة.

الخلاصة: كل ماذكرناه سابقاً هو من مصادر “إسرائيلية” وأمريكية، وليس من مصادر محور المقاومة، ولا حتى من مصادر الأنظمة التي استنفرت لحماية إسرائيل من الصواريخ الإيرانية، وبالتالي إذا كانت مصادر العدو تؤكد أن إيران حققت انتصاراً استراتيجياً على إسرائيل وغيرت قواعد اللعبة وأنهت حقبة أن تقوم إسرائيل بالاعتداءات وتهرب وتتنمر وتفلت من العقاب، فلماذا يستمر أعداء المقاومة ضد الكيان بوصف النصر الإستراتيجي لمحور المقاومة في كل الجبهات بـ (المسرحية المفبركة) بدلاً من مطالبة أنظمة الإذعان بإخراج مسرحية مماثلة نصرة لفلسطين المحتلة، بل نسألهم: بما أن “إسرائيل”، وحلفاءها قد علموا بنوايا طهران قبل أسبوعين من الضربة، فلماذا اكتفوا بوضع خطط لإسقاط الصواريخ، ولم يضعوا خططاً للرد المباشر أثناء الضربة الإيرانية؟.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *