خبر عاجل
الأمر لم يعد يقتصر على غلاء المأكولات الشعبية… رئيس دائرة حماية المستهلك باللاذقية لـ«غلوبال»: ضبط حالات غش بالزيت وإضافة مواد أخرى  “الضميمة” حمالة أوجه! الرئيس الأسد يتحدث في عناوين سياسية واقتصادية واجتماعية في اجتماع اللجنة المركزية لحزب البعث درجات الحرارة منخفضة… الحالة الجوية المتوقعة الرئيس الأسد يشارك في اجتماع اللجنة المركزية لحزب البعث ورطة الأعطال المفاجئة؟! مطالب خدمية ملحة… رئيس بلدية جديدة عرطوز لـ«غلوبال»: مشاريع مهمة للنهوض بالواقع الخدمي كسر زجاج السيارات يؤرق مواطنين بدمشق… مصدر في المرور لـ«غلوبال»: عليهم تقديم شكوى إلى الشرطة في مناطقهم لتقوم دورياتها بالمراقبة المنافقون “الفجرة ” الصغار! إدارة الهجرة والجوزات تصدر تعممياً بما يخص جوازات السفر
تاريخ اليوم
خبر عاجل | محلي | نيوز

هل يوجد ملك لـ “النبيشة” في محافظة دمشق؟!

خاص غلوبال- علي عبود

سلطت الجلسات  الأخيرة لمحافظة دمشق الضوء على مشكلة قديمة جدا وهي “النبش” في حاويات القمامة، والجديد في هذا الملف الذي نوقش مرات عديدة في السنوات السابقة هو تأكيد أحد أعضاء مجلس المحافظة عن وجود زعيم أو ملك لـ “النبيشة”!


قد تكون هناك مبالغة في هكذا وصف بتأثير من مسلسل تلفزيوني تناول مهنة “النبش” في القمامة، إذ من الطبيعي ان الأطفال الذين يجمعون المفيد من النفايات كالبلاستيك والكرتون ان يبيعونها لآخرين يُطلق عليهم “معلمين” لقاء مبلغ محدد، ويقوم جامعو القمامة الكبار “المعلمون” ببيعها بالجملة لمعامل البلاستيك والورق بموجب اتفاق شفوي، وبمبالغ حرزانة لأن الكميات كبيرة أي بالجملة وليس بالمفرق!


وكلنا يشاهد يوميا الأطفال “ينبشون” في حاويات القمامة، أو في تلالها المتراكمة على أطراف المدن والضواحي السكنية، حتى عمال النظافة يمزقزن أكياس القمامة الكبيرة المرمية في الحاويات ليجمعوا منها البلاستيك والكرتون، وقد يبيعونها مباشرة للمعامل أو لمعلمي “النبيشة”!
وإذا جاز الحديث عن ملك “النبيشة” فهو ملك بالتراضي، أو بقوة الأمر الواقع، من خلال قدرته على شراء كل ما يعرضه عليه النبيشة من بلاستيك وكرتون، وبيعها لمعامل تدويرها وتحويلها إلى حبيبات بلاستيكية تحتاجها الكثير من الصناعات وخاصة العبوات وأكياس النايلون المستخدمة في أغراض غير غذائية!


ولعل الجديد في هذا الملف الغريب على الكثيرين اتهام أحد الأعضاء في مجلس محافظة دمشق بوجود متزعم أو ملك لـ “النبيشة ”يعمل في مديرية النظافة .. فهل هذه المعلومة صحيحة أم مجرد مبالغة وتهويل؟! 
المهم في الموضوع ان عضو مجلس المحافظة لم يكشف عن الهدف من وراء إثارة موضوع “النبش”، فهل هو بنظره سرقة أم تهريب لسلع حكومية مدعومة كالمحروقات والدقيق مثلا؟
والأهم لم يكشف عن أسم متزعم أو ملك “النبيشة”!
لو ان محافظة دمشق تملك معملا للبلاستيك والكرتون، او ان لديها آلات لفرز القمامة وبيع المفيد منها لمعامل خاصة لجاز الحديث عن فاسدين في مديرية النظافة!
ترى ما الضرر من قيام عمال النظافة ببيع ما يجمعونه منها من بلاستيك وكرتون لتحسين أوضاعهم المعيشية، فهم بالمحصلة فقراء لا ينهبون خزينة الدولة كما يفعلها حيتان المال ورجال الأعمال وكبار التجار!!
حتى في حال قيام عمال نظافة سابقين بافتتاح ما يسمى تجاوزا شركات “للنبش” فما ضررها على الاقتصاد أو حتى على محافظة دمشق طالما أن مصيرها الحرق أو الصهر؟!


وبصراحة لم نعرف ماهي مخاطر ظاهرة النبش حتى يطالب مدير النظافة بقمعها ومكافحتها، فطالما هناك تلال منها على أطراف المدن والضواحي دون حرق أو معالجة أوطمر .. فإن الأطفال وحتى الكبار لن يتوقفوا عن “البحش” و“النبش” لتأمين مصدر للدخل يعينون به أسرهم الفقيرة!


وإذا كان مدير النظافة يطالب بـ “الضرب بيد من حديد لوضع حد لهذه الظاهرة”، فبأي يد ستضرب وزارة التجارة الداخلية مهربي المحروقات، ووزارة المالية كبار المتهربين ضريبيا؟
ولفتنا الحديث عن قوننة “النبش”، فهل هذا يعني ان محافظة دمشق بصدد اقتراح مشروع قانون يجيز منح التراخيص للنباشين؟
وعندما يكشف مدير النظافة أنه يتم ترحيل 3 آلاف طن يوميا من النفايات فإن السؤال: ماذا تفعل محافظة دمشق بهذه الأطنان.. تحرقها ام تطمرها أو تعالجها، أم تتركها في العراء لـ ”النباشين”؟


وبما أن هناك موادا يمكن إعادة تدويرها وتشكل مردودا مجزيا ويوميا ويقدر سنويا بالمليارات.. فلماذا لا توزع المحافظة أكياسا مجانية على نواطير الأبنية كبداية ليقوموا بفرز قمامة السكان حسب نوعها (بلاستيك ـ زجاج ـ خبز يابس ـ ورق وكرتون) وبالتالي يسهل بيعها مباشرة لمعامل البلاستيك ان عن طريق مناقصة أو عقود بالتراضي، وهي الطريقة الوحيدة لمنع النبش في القمامة سواء ليلا أم نهارا؟ 


الخلاصة: هل يوجد فعلا ملك لـ “النبيشة” في محافظة دمشق وبقوة ونفوذ من؟
 

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *