وزير التجارة متفاخراً: هذه السيّدة لم تشتك من سعر البنزين؟!
“هذه السيدة البطلة الشريفة التي تشرفت بمقابلتها صدفةُ خلال زبارةٍ مفاجئة لأحد أفراننا العامة في حلب منتصف هذا الليل، هذه الأم العظيمة الشريفة هي إحدى عمال وزارة التجارة الداخليّة وحماية المستهلك الأبطال، طفليها نائمان خلفها في فرنٍ من أفراننا لتجمع الخبز المدعوم،هذه السيّدة المحترمة وأمثالها الكثر هي من تستحقّ الدّعم وزيادته وهي التي تعمل الدّولة لأجلهم وتخفّض نسبة الخسارة في البنزين لتستطيع تحسين دخلها. أنحني أمام السيّدة التي لم تشتك من سعر البنزين. ولم تظنّ أن الأسواق العالميّة تسعّر المواد التي نستوردها وفق دخلنا”.
هذا ليسا بيتا في قصيدة أو نثر، هذا منشور وضعه وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك عمرو على صفحته على الفيسبوك، وقبل الدخول بخصوصية حياة المرأة التي نشرت صورتها التي قد لا تكون راضية عنها، يجب أن نسأل الوزير عمرو سالم عن مبررات نشر مثل هذه الصورة؟ وهل حقا مشهد جدير بالنشر؟!
نحنا هنا لسنا بصدد إبراز رأينا فيما نشره السيد الوزير، ولكن نحن ننقل ردود الفعل على تلك الصورة على أغلب الوسائل الإعلامية، حيث تساءلت: هل ينبغي علينا أن نصفق للحكومة، بعد كل قرار رفع جديد يأكل من رواتبنا القليلة ويزيد في جوعنا، أم ينبغي علينا الصمت والسكوت؟ ألم يقرأ الوزير سالم أن اضطرار تلك السيدة للعمل واصطحاب أطفالها معها، ما هو إلا تعبير واضح ومباشر عن فشل السياسات الاقتصادية والمعيشية للحكومة؟ هل سأل السيّد الوزير نفسه عن حاجة تلك السيدة لاصطحاب أطفالها في أيام البرد القارسة؟
ما نودّ قوله، أن حال هذه السيّدة حالنا جميعا، فالوضع المعيشي السئ التهم كلّ ما نملك، حتى باتت اللقمة مستعصية على الجميع، تلك السيّدة رآها السيد الوزير خلال جولته، ولكنّ هذا المشهد منثور في الطرقات وفي كافة أماكن العمل وداخل المؤسسات، ولو أراد أي مسؤول أن يشاهد الصورة الحقيقة بلا تصوير وجولات فهو حكما سيقرأها، لكن على ما يبدو أن همومنا في واد واهتمامات المعنيين في واد آخر!
طريقك الصحيح نحو الحقيقة