سورية بلد التناقضات، المهور الخيالية تتصدر حديث وسائل التواصل الاجتماعي، و الفقراء يراقبون!
يبدو الحديث عن الكثير من القضايا التي تحدث في المجتمع السوري أمر يحمل في طياته الكثير من المتناقضات، ففي الوقت الذي نجد أن الكثيرين لا يملكون قوت يومهم، بسبب ما آلت إليه أحوال البلاد، نجد على المقلب الآخر أن هناك الكثيرين ممن يعيشون في عالم آخر وكأن قساوة الحياة لم تمرّ عليهم.
خلال الأيام الماضية، سمعنا بعض القصص التي تظهر حجم تلك المفارقات، حيث كشف القاضي الشرعي الأول في اللاذقية أحمد قيراطة عن قيام أحد المواطنين بتسجيل معجل مهر غير مقبوض قدره 100 مليار ليرة ومعجل غير مقبوض قدره 100 مليار ليرة سورية، في عقد زواجه المسجل لدى المحكمة الشرعية الأولى في اللاذقية خلال العام الماضي.
وأضاف القاضي: هو شخص عادي ليس من الأشخاص المشهورين أو الأغنياء أو المتنفذين عمره 26، وخطيبته لم تطلب منه هذا المبلغ، إنما سجله تعبيراً عن حبه ووفائه لها، ويرى الخاطب أن هذا المبلغ زهيد تجاه حبه لمخطوبته.
وتابع قيراطة: إن ثاني أعلى مهر لمعجل كان مقداره كيلو غرام ذهب عيار ٢١ قيراطاً غير مقبوض ومؤجله عشرون كيلو غرام ذهب غير مقبوض وكان حينها السعر الرسمي ١٧٢ ألف ليرة سورية للغرام أي ما مقداره ثلاثة مليارات وستمئة واثنا عشر مليون ليرة سورية لشاب من جنسية عربية غير سورية.
وفي واقعة ثالثة، أكد القاضي الشرعي الأول في دمشق مازن ياسين القطيفاني،أن آخر مهر سجله وصل مقدمه لـ 5000 ليرة ذهبية، ومؤجله لـ 10000 ليرة ذهبية لفتاةٍ سورية وشاب يحمل الجنسية العراقية، حيث قال القاضي: من باب المزاح سألت الشاب “شو حابين تكونوا ترند على الإعلام و وسائل التواصل الاجتماعي ليجيبه الشاب ماعندي مشكلة”.
الحديث عن هذه الأخبار قد يكون محزنا لدى الكثيرين، ويطرح أمامهم الكثير من التساؤلات حول مصدر تلك الأموال وما سبب المجاهرة بها في الوقت الذي ينتظر الكثيرين لقمة خبز تقيت أطفالهم.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة