نائب بالبرلمان: شعبنا يستحق حكومة لديها الكفاءة وليس حكومة همّها الأول كيف تحصد الأموال من جيوب المواطنين!
يواصل أعضاء مجلس الشعب انتقادهم الحادّ لقرار الحكومة رفع الدعم، بسبب استهدافها شريحة الفقراء وافتقادها لأي صحة بالبيانات.
وائل ملحم، عضو مجلس الشعب قال في آخر مداخلة له تحت قبة المجلس:
“هذه الحكومة ومنذ أن بدات العمل وهي تصدر القرار تلو القرار وتنتقل من السيء الى الاسوأ، قاسمها المشترك في كل ما قررت هو كيف يمكنها أن تحصد الأموال من جيوب المواطنين و لقمة الطعام من حلوقهم حتى بات اكبر حلم كل سوري كبيرا، كان أم صغيرا غنيا كان أم فقيرا أن يجمع ماتبقى من أشلائه ويغادر خارج هذا الوطن وهو باكيا على حلم ضاع وآمال تتكسر وذكريات عشق تربطه بتراب الوطن، لتأتي هذه الحكومة لتكسره وتكسر كل ماجاء في دستور الجمهورية العربية السورية، الباب الثاني الفصل الأول المادة 33 “البنود 3 و 4” والتي تنص على الآتي:3- المواطنون متساوون في الحقوق والواجبات، لا تمييز بينهم، 4- تكفل الدولة مبدأ تكافؤ الفرص بين المواطنين.
من قال لكم أن لكم الحق بأن تمسوا بالمحرمات، ومن قال لكم انه يحق لكم أن تصدروا هكذا قرارات متجاهلين كل مؤسسات الدولة وعلى رأسها السلطة التشريعية الممثلة بمجلس الشعب والذي يمثل شرائح الشعب كافة، كيف لكم أن تقرروا عن الشعب ما لايريده وما لا يرضاه، كيف لكم أن تحرموا مئات الاف العائلات من مستحقاتها من الدعم الم يكفيهم برد الشتاء وقلة الكهرباء.
كيف لكم أن تعاقبوا أغلب المواطنيين برفع الدعم عنهم، منهم من هو موظف على رأس عمله، ومنهم من لايملك أي عقار ويقطن بالايجار، ومنهم من يملك سيارة موديل سبعينيات القرن الماضي، ومنهم من لا يملك قوت يومه ووو… وللأسف اغلب من تم رفع الدعم عنهم هم ممن كانوا يسمون في السابق الطبقة المتوسطة و المعدومة حاليا والتي هي عماد أي مجتمع وأي منظومة دولة.
لا أعلم وانا المتابع للعمل الحكومي منذ اكثر من خمسة عشر عاما بحكم موقعي كعضو مجلس شعب مالذي تريدونه من هكذا قرارات، وهل حقا هدفكم هو تحسين المستوى المعيشي للمواطن و دفع عجلة الاقتصاد إلى الأمام.
هل زيادة الرسوم ورفع الضرائب على من تبقى في سوق العمل والانتاج والذي يمتص الكثير من اليد العاملة ليصبح عاجزا عن تأمين حتى المواد الأولية وبالتالي العجز حتى دفع الرواتب لعمالهم هذا هو الحل.
هل تضييق الخناق على ماتبقى من صناعيين ودفعهم لإغلاق معاملهم والهروب بماتبقى معهم من مال هو من سيدفع بعجلة الانتاج للامام ويزيد من الناتج الوطني هو الحل.
للاسف إن كل هذه الحلول وكل هذه الإجراءات لا تزيد الطين الا بلة ولا تزيد الوجع الا وجعا، لو انكم لاحقتم أثرياء الحرب جميعا من تجار ومسؤولين سابقين وغيرهم وغيرهم لجمعتم أضعاف ماجمعتموه من رفعكم لهذا الدعم الأن.
لوانكم تلاحقون المتهربين من الضرائب من عشرات السنوات للآن لكنتم حصلتم اكثر، لو انكم تلاحقون الفاقد الكهربائي والذي سببه المباشر الفساد في كل مؤسسات الكهرباء في سورية لكنتم جمعتم اكثر، لو انكم تلاحقون غيلان الفساد المنتشرين في مؤسسات الحكومة الآن لكنتم حصلتم أكثر.
لو أنكم قمتم بتنظيم المناطق العشوائية ووضعتم المخططات التنظيمية لكل المناطق وحصلتم رسومها بشكل قانوني من المواطنين بدل من دفعها رشاوي لتغطية المخالفات واشركتم المال الوطني الخاص في اعادة الاعمار ولو جزئيا لكنتم حصلتم أكثر.
لو انكم استثمرتم جامعاتنا ومدارسنا الحكومية بدل من دعم الجامعات والمدارس الخاصة لكنتم حصلتم اكثر، لو أنكم دعمتم الصناعيين وقدمتم لهم التسهيلات لماغادر منهم الكثير إلى مصر وغيرها وكان وطنهم احق بمالهم ومنشآتهم ولكنتم حصلتم اكثر، لو انكم زرعتم اراضينا واستثمرتم طيبها ودعمتم الفلاح والمزارع ومن اراد الاستثمار فيها لحصلتم اكثر، لو أنكم فتحتم باب البدل الداخلي لما هاجر شبابنا خارج الوطن ولماخسرنا جهودهم وامكاناتكم ولكنتم حصلتم أكثر.
اتكلم من حرقة قلبي على وطن عظيم وشعب عظيم قد كان يستحق فريق حكومي اكثر كفاءة لمواجهة التحديات في ظل هذا الحصار الجائر لترتقي بعملها للحد الأدنى من عظمة هذا الشعب وعظمة تضحياته.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة