خبر عاجل
تصفيات كأس آسيا بكرة السلة.. منتخبنا يخسر من نظيره البحريني تزويد اللاذقية وحماة بأجهزة بصمة إلكترونية قريباً… مصدر بهيئة الاشراف على التأمين لـ«غلوبال»: 120 ألفاً يستخدمون بطاقاتهم من أصل 560 ألف مؤمن عليه النقل الداخلي تعلن تسيير خطوط جديدة في دمشق وريفها… مدير عام الشركة لـ«غلوبال»: بواقع رحلتين يومياً لتخفيف الازدحام وقت الذروة محطات لا تحصل على مخصصاتها من مازوت النقل… مدير التجارة الداخلية بالسويداء لـ«غلوبال»: سببه نقص التوريدات 1.8 مليون ليتر مخصصات التربية من مازوت التدفئة… عضو المكتب التنفيذي المختص بريف دمشق لـ«غلوبال»: أولوية التوزيع للمدارس بالمناطق الباردة أيمن رضا يعرب عن ندمه للمشاركة بباب الحارةويعلق: “أبو ليلى” أكبر إنجازاتي باسم ياخور يكشف عن صورة من كواليس مسلسل “السبع” الدوري السوري.. حطين يهزم الوثبة والكرامة يتغلب على الشعلة أسعار الفروج لاتحقق هامش ربح للمربين… معاون مدير زراعة حماة لـ«غلوبال»: مشروع جديد للترقيم الإلكتروني للأبقار الواقع الاقتصادي مسكنات أم علاج؟!
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

المواطنون يقاتلون الآن في أعمق ساعاتهم بؤساً كي يجربوا الحياة

أخبرني صديق لجأ الى “أوروبا” منذ وقت قريب عن ظاهرة تنتشر في المجتمع الغربي مردها حالة اليأس الجماعي، تدفع مصابيها إلى الانتحار بشكل جماعي، السبب أن هذه الشريحة ترى أنها اختبرت كل شيء في الحياة لهذا تنحو تلك القطعان اليائسة لاختبار “تجربة الموت الفريد” فيقدمون على الانتحار كإقدامنا على الحياة.

البارحة وبعد 74 يوم من الإنتظار لدور الغاز ذهبت إلى المحطة للوقوف في الطابور العشوائي، الناس من حولي يتدافعون وهم يتفصدون عرقاً وتعباً– رغم برودة الجو – ليصلوا إلى باب المحطة، أنا أعرفهم، فأنا منهم، لقد جربوا الموت خلال تلك السنوات العصيبة بتفاصيله اليومية، ويقاتلون الآن في أعمق ساعاتهم بؤساً كي يجربوا الحياة.

نحن جيل لديه معضلة حقيقية في فهم الدور، ففي المدرسة حين كنا صغاراً لم يتعبوا وهم يكتبون على السبورة، على الجدار، في الفرقة الحزبية، في الجامعة، في المشفى، في المسجد، في الكنيسة، في المخفر، في دورات مياه رابطة المحاربين القدامى، على سطل صدئ في مكب النفايات، على الحاويات، في الملجأ وفي الميتم عبارة “ما أجمل الموت في سبيل بلادنا”.

اليوم وبعد أن متنا جميعنا لأجل هذه البلاد ألف ميتة وبأبشع الوسائل اتضح أننا كنا نموت لأجل شيء ليس لنا، لم يكن لنا، شيء لا ندرك معناه، ولا نعرف اسمه، ما اسم هذا الوطن لا ندري، كلنا هنا في هذا الطابور لا ندري، لا نريد أن ندري، لكن ما أعرفه أنهم هنا جميعاً ينادوه دائماً بـ: (يا هووو) يا (بست)، أو (ذاك البلد)، كما وأننا نقول: (ذاك المرض). لأننا جميعنا بتنا نخاف ذكر اسم الوطن الذي متنا لأجله، نخشى الكتابة عن آلامه في مذكراتنا اليومية، نخاف أن نغازله مع زوجاتنا، و نخاف أن نشير عن مكانه لأولادنا في كتب الجغرافية، لأنه ليس لنا.

لهذا كله نبت من حولنا جيل جديد بات يرقص هازئاً حين نغني: “نموت، نموت ويحيا الوطن”، لأنهم وعوا تماماً أنهم هم الوطن، لهذا يصعب أن تجد أحدهم اليوم يريد الموت في سبيل الوطن، فأنا أيضاً لا أريد الموت من أجل بلادي، كثر غيري أيضاً، جميعنا اليوم وهو يتابع حروب الكبار من حولنا يضحك ساخراً وهو صاحي تماماً من خيباته ويريد أن نحيا من أجل الوطن، فليتهم إذاً يكتبون على الجدران “ما أجمل الحياة في سبيل بلادنا”، ما أجمل أن نعيش لأجل الوطن، لأننا نحب الحياة ونحب الوطن.

ورغم أن المشكلة تبقى متأصلة في المبادئ العتيقة، فهي بقدر ما تتبدل في بلادنا تبقى هي إياها، مع ذلك لتحفظوا هذا الأمر جيداً: «مصلحة الوطن هي في أن نحيا لأجله ليس فقط للموت في سبيله».

سناك سوري – شعيب أحمد

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *