خبر عاجل
الجمهورية العربية السورية تعلن الحداد لمدة ثلاثة أيام انخفاض طفيف في درجات الحرارة…الحالة الجوية المتوقعة الرئيس الأسد يقدم التعازي بوفاة الرئيس الإيراني والوفد المرافق له الحكومة الإيرانية تعلن استشهاد رئيس البلاد وعدد من القادة رابعة الزيات عن علاقتها ب الشعب السوري: “أنا لبنانية سورية” طريقة جديدة للمتاجرة بالمازوت المدعوم…عضو المكتب التنفيذي المختص لـ«غلوبال»: دراسة للتدقيق في تسجيل 5 آلاف سيارة عاملة على المازوت خلال شهرين فقط مشروعان جديدان للنظافة… رئيس مجلس مدينة الحسكة لـ«غلوبال»: إسعافي والآخر طويل الأمد دير الزور تعلن جاهزيتها لموسم تسويق الأقماح… مدير فرع السورية للحبوب لـ«غلوبال»: تجهيز ثلاثة مراكز دائمة الغاز المنزلي إلى مئة يوم رغم الوعود… عضو بالمكتب التنفيذي لمحافظة حمص لـ«غلوبال»: نقص التوريدات حتى النصف ومشاكل فنية سببت التأخير حقول تل شهاب عطشى… مدير المياه بدرعا لـ«غلوبال»: المتابعة مستمرة لرفع التعديات الواقعة على خطوط الدفع والشبكات
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

المواطنون يقاتلون الآن في أعمق ساعاتهم بؤساً كي يجربوا الحياة

أخبرني صديق لجأ الى “أوروبا” منذ وقت قريب عن ظاهرة تنتشر في المجتمع الغربي مردها حالة اليأس الجماعي، تدفع مصابيها إلى الانتحار بشكل جماعي، السبب أن هذه الشريحة ترى أنها اختبرت كل شيء في الحياة لهذا تنحو تلك القطعان اليائسة لاختبار “تجربة الموت الفريد” فيقدمون على الانتحار كإقدامنا على الحياة.

البارحة وبعد 74 يوم من الإنتظار لدور الغاز ذهبت إلى المحطة للوقوف في الطابور العشوائي، الناس من حولي يتدافعون وهم يتفصدون عرقاً وتعباً– رغم برودة الجو – ليصلوا إلى باب المحطة، أنا أعرفهم، فأنا منهم، لقد جربوا الموت خلال تلك السنوات العصيبة بتفاصيله اليومية، ويقاتلون الآن في أعمق ساعاتهم بؤساً كي يجربوا الحياة.

نحن جيل لديه معضلة حقيقية في فهم الدور، ففي المدرسة حين كنا صغاراً لم يتعبوا وهم يكتبون على السبورة، على الجدار، في الفرقة الحزبية، في الجامعة، في المشفى، في المسجد، في الكنيسة، في المخفر، في دورات مياه رابطة المحاربين القدامى، على سطل صدئ في مكب النفايات، على الحاويات، في الملجأ وفي الميتم عبارة “ما أجمل الموت في سبيل بلادنا”.

اليوم وبعد أن متنا جميعنا لأجل هذه البلاد ألف ميتة وبأبشع الوسائل اتضح أننا كنا نموت لأجل شيء ليس لنا، لم يكن لنا، شيء لا ندرك معناه، ولا نعرف اسمه، ما اسم هذا الوطن لا ندري، كلنا هنا في هذا الطابور لا ندري، لا نريد أن ندري، لكن ما أعرفه أنهم هنا جميعاً ينادوه دائماً بـ: (يا هووو) يا (بست)، أو (ذاك البلد)، كما وأننا نقول: (ذاك المرض). لأننا جميعنا بتنا نخاف ذكر اسم الوطن الذي متنا لأجله، نخشى الكتابة عن آلامه في مذكراتنا اليومية، نخاف أن نغازله مع زوجاتنا، و نخاف أن نشير عن مكانه لأولادنا في كتب الجغرافية، لأنه ليس لنا.

لهذا كله نبت من حولنا جيل جديد بات يرقص هازئاً حين نغني: “نموت، نموت ويحيا الوطن”، لأنهم وعوا تماماً أنهم هم الوطن، لهذا يصعب أن تجد أحدهم اليوم يريد الموت في سبيل الوطن، فأنا أيضاً لا أريد الموت من أجل بلادي، كثر غيري أيضاً، جميعنا اليوم وهو يتابع حروب الكبار من حولنا يضحك ساخراً وهو صاحي تماماً من خيباته ويريد أن نحيا من أجل الوطن، فليتهم إذاً يكتبون على الجدران “ما أجمل الحياة في سبيل بلادنا”، ما أجمل أن نعيش لأجل الوطن، لأننا نحب الحياة ونحب الوطن.

ورغم أن المشكلة تبقى متأصلة في المبادئ العتيقة، فهي بقدر ما تتبدل في بلادنا تبقى هي إياها، مع ذلك لتحفظوا هذا الأمر جيداً: «مصلحة الوطن هي في أن نحيا لأجله ليس فقط للموت في سبيله».

سناك سوري – شعيب أحمد

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *