خبير اقتصادي: سورية من أفقر دول العالم
أكد الخبير الاقتصادي هاني الخوري أن المعاشات والأجور اليوم في سورية أقل من أي معدل معقول وأنه لا يمكن استمرار مستويات الأجور، الحالية معتبراً أن الأجور لا تشكل ميزة تشغيلية لأن قيمة الرواتب تمنع نمو السوق ولا تدعم الاستهلاك.
وأكد أنها ليست واقعية تجاه الحاجة الحقيقية بل تشكل حالة تشويه اقتصادي وتنموي وهي بحاجة إلى مضاعفة عدة مرات وخلال فترات قريبة حتى يستعيد السوق عافيته وتوازنه ويعيد للعمل قيمته وقدسيته.
وقال الخوري في تصريحات صحفية: من خلال دراسة معدلات الفقر التي عبرت بعض الدراسات فإنها وصلت إلى معدلات 86 بالمئة عن خط الفقر الأعلى المعادل دولارين ونصف الدولار يومياً لكل مواطن وخط الفقر الشديد إلى نسب 67 بالمئة من عدد السكان الذي يعادل دولاراً وثلاثة أرباع الدولار يومياً حسب المعايير الدولية، والفقر المدقع الذي وصل إلى 34 بالمئة من عدد السكان الذين يعادل خط الدولار وربع يومياً، تصبح سورية من أفقر دول العالم حسب الإحصائيات.
وأضاف: ومع ذلك فهناك معوضات بالدخل للأسر من خلال المنظمات الإغاثية وإعاناتها ومن خلال التحويلات المالية للأهل من المغتربين ومن خلال عيش السوريين على تأجير وبيع أصولهم العقارية والتجارية والأراضي والعيش منها.
ورأى خوري لصحيفة الوطن، أن المفهوم العام للأجر أو الراتب، قد تغير ولم يعد المعاش الرسمي مصدر استقرار، وتولد بديل منه آليات بيروقراطية وفساد وثمن خدمات مالية مختلفة تعوض بالأجر للعامل في القطاع العام ومجالات فساد تتعلق بالتهرب والأتاوات والاحتكار والجشع بين التجار.
وأضاف: كما أنه أصبح هناك توجه عميق لدى الشباب السوري للهجرة لتأمين مستقبله، في الوقت الذي نجد فيه نزفاً كبيراً في الموارد البشرية والعقول من القطاع العام أولاً ومن البنية الوطنية.
و قدم الخوري عدة توصيات، و قال لابد من برامج حكومية دقيقة لرفع الرواتب والأجور بما يوازي قيمة العمل وإرادة رفع المداخل المعيشية للأسرة السورية، والتحول نحو التكاليف الحقيقية في الطاقة مع الحفاظ على دعم حقيقي للأسر الفقيرة، واعتماد قوانين وآليات تحفيز العمل تعتمد الإنتاجية والفعالية والقيم المضافة الحقيقية إضافة إلى توفير وسائل نقل شعبية مقبولة التكلفة، وذلك للوصول إلى حد أدنى مقبول للأجور مربوط بالأسعار الحقيقية ويتحرك معها.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة