مع اقتراب عيد الأضحى، ركود في أسواق دير الزور والغلاء يغتال فرحة الأطفال
مع اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك، لا تعكس حركة الناس في أسواق ديرالزور واقع حال التسوق في المحال التجارية، لاسيما محال الملابس والحلويات، التي كانت وقبل سنوات ليست بعيدة عامرة بالمتسوقين الذين يبتاعون الحلويات، وملابس جديدة لأبنائهم قبيل العيد.
لاملابس جديدة لأبنائنا، ولا ضيافة لزورانا في هذا العيد، فالميزانية المالية للعائلة منهكة بمتطلبات الحياة الأخرى، هذا ما أكده عدد من أبناء ديرالزور في تصريحات لـ “غلوبال”، حيث أشار أحمد اليونس أنه غير قادر على تأمين ملابس جديدة لأطفاله ، فتكلفة اللباس للطفل الواحد تتجاوز كامل راتبه.
وبينت رائدة الحمود، أنها بحثت عن طقم جديد لطفلها يتناسب مع المبلغ الذي خصصته لذلك، لكنها لم تجد طقما بأقل من 70– 75 ألف ليرة، لذلك اكتفت بشراء كنزة جديدة بمبلغ 30 ألف ليرة اعتبرتها كافية لإقناعه بأنه سيرتدي شيء جديد في العيد.
وبين محمود خميس، أن شراء حلويات أو ملابس للعيد ليست من أولويات العائلة التي تنتظرها إلزامية شراء ملابس المدرسة بعد شهرين، ولا طاقة له لشراء ملابس للعيد وبعدها ملابس المدارس.
وقالت وصال المحمود إن شراء الملابس الجديدة للأطفال لم يعد مرتبطاً بالعيد كما كان في السابق وشراء قطعة ملابس جديدة مرتبط باهتراء بديلتها، ذلك أن دخل الأسرة لايكفي متطلبات المأكل والمشرب كي يتسع لشراء الملابس، والأمر ينسحب على حلويات العيد والأضحية وغيرها من الطقوس التي ارتبطت سابقاً بعيد الأضحى، لكنها باتت مستحيلة في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار.
بدورهم، أوضح عدداً من التجار لـ”غلوبال“، أن الإقبال ضعيف جداً على شراء الملابس والحلويات قبيل العيد رغم العروض الكبيرة التي أعلنوا عنها، مشيرين إلى تراجع القدرة الشرائية للمواطنين بشكل كبير خلال الفترة الحالية.
وقال ساهر حديدي صاحب محل بيع سكاكر: إن حركة البيع لم تنشط كما جرت العادة مع اقتراب العيد، ومن يقصد محله هم من ذوي الدخل المرتفع أو الأشخاص الذين لديهم مناسبة اجتماعية، أما متسوقو ضيافة العيد فهم غائبون تماماً.
وأوضح أحمد النجار صاحب محل ألبسة، أن هناك ركوداً في حركة السوق هذه الأيام على عكس سنوات سابقة حينما كان الأهالي يتسابقون لشراء ملابس جديدة لأطفالهم قبل أسبوع من العيد، أما اليوم فالعملية الشرائية تقتصرعلى بعض فئات المجتمع لا أكثر.
عضو المكتب التنفيذي لمحافظة ديرالزور حسان مغير، أشار لـ”غلوبال“، إلى أن ارتفاع أسعار الألبسة سببه ارتفاع تكاليف الإنتاج بالنسبة للمنتجين والنقل بالنسبة للتجار، لافتاً أن المحافظة وفي إطار التدخل الإيجابي أطلقت بالتعاون مع عدد من الجهات الرسمية والأهلية، مهرجان أسواق الخير الذي يتضمن تقديم ألبسة مجانية للأطفال وعروض وتنزيلات تتراوح بين 30-40 % في عدد من المحال.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة