خبر عاجل
درجات الحرارة أدنى من معدلاتها… الحالة الجوية المتوقعة خلال الأيام الثلاثة القادمة السرافيس وباصات النقل الخاصة ستختفي يوم الجمعة… مدير النقل الداخلي بدمشق وريفها لـ«غلوبال»: مستمرون بالعمل طيلة العطلة وخطوط جديدة ستبصر النور عدوان إسرائيلي يستهدف محيط دمشق الحصول عليها خلال مدة أقصاها 72 ساعة… وزير السياحة لـ«غلوبال»: الفيزا الإلكترونية تشجع القدوم السياحي وتسهل الإجراءات في إطار خطة التحول الرقمي قروض الحرفيين تنعش الآمال في استكمال إنجاز مدينة جبرين لصيانة السيارات… رئيس مجلس إدارتها لـ«غلوبال»: بعد تذليل العقبات الكرة أصبحت بملعب الحرفيين  الوصل ما بين 20 -30 دقيقة فقط… مدير كهرباء طرطوس لـ«غلوبال»: المتاح 74 ميغاواط 16 ألف ليرة الانخفاض في سعر غرام الذهب محلياً… محلل مالي لـ«غلوبال»: سببه هبوط “آني” في الأسعار عالمياً تعهدات أمريكية تقلب الأصدقاء أعداءً ماذا قدّم عمر السومة في الدوري القطري لموسم 2024/2023؟ الطلبة يُغيّرون مسار التاريخ!
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | محلي | نيوز

من أين تعيش الأسرة السورية؟


 
خاص غلوبال ـ علي عبود


إذا كانت كلفة الحد الأدنى لمتطلبات الأسرة السورية المكونة من خمسة أشخاص لاتقل عن مليون ليرة شهريا باستثناء السكن والملبس والنقل والمحروقات، فإنها لن تستطيع تأمين هذا المبلغ حتى لوكان جميع أفراداها يعملون بأجر لدى جهات عامة أو خاصة، أو لدى الجهتين معا، وبالتالي فالسؤال: من أين تعيش الأسرة السورية؟


الإجابة ليست صعبة، فأكثر من 40% من الأسر السورية تعيش على الحوالات التي تأتيها من أبنائها أو أقربائها المغتربين.
ونعارض بعض المحللين الذين يجزمون بأن قيمة الحوالات تراجعت بفعل الأزمة الاقتصادية العالمية وارتفاع الأسعار في بلدان الاغتراب، فقيمة الحوالة الواحدة لن تتقلص إلى ما دون الـ 100 دولار للأسرة السورية شهريا، وهو مبلغ كاف مع دخلها المحدود لتأمين الحد الأدنى من المتطلبات الأساسية للمعيشة اليومية.
والـ 100 دولار شهريا ليس مبلغا كبيرا بالنسبة للمغترب، فهو بسهولة يمكنه توفيره مهما انخفضت قوة دخله الشرائية من خلال تخفيض استهلاكه من السلع اللاضرورية..الخ.
والأهم إن ما من مغترب سيقصّر بإمداد أهله بالحد الأدنى من الأموال وهو على معرفة مسبقة بأوضاعهم المعيشية القاسية، وخاصة إذا كان أحدهم بحاجة إلى الدواء والاستطباب!
ولو كانت حوالات المغتربين في تراجع لانعكست مباشرة على ملايين الأسر السورية، خاصة إن مكاتب الصرافة ليست هي المقياس لمعرفة فيما إذا كانت قيم الحوالات، أوعدها زاد أم ام خفض، فالكثير من الحوالات  تأتي إلى الأسر السورية بمنأى عن أعين الجهات الرسمية!
والسؤال الأكثر أهمية: كيف تعيش الأسرة التي ليس لها معين في بلاد الاغتراب ؟


حتما معظم هذه الأسر وهي بالملايين لا تعتمد على دخلها الشهري، فهو بالكاد يكفيها بضعة أيام، وبالتالي امام الأسرة خيارين لا ثالث لهما: اما الاعتماد على المساعدات والإعانات التي تتلقاها من الجمعيات الخيرية ومن أقارب ميسورين، أو مزاولة عمل مدرّ للأموال، أي تأسيس مشروع صغير.


وتكشف المعارض والأسواق المخصصة للمشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر عن آلاف الأسر التي نجحت بإيجاد مصدر داخل دائم ومتطور يعينها على مواجهة صعاب الحياة، بالاعتماد على الذات، وليس على إعانات الآخرين سواء كانت من جهات حكومية أو خاصة.


ولو إن الوزارات المعنية كالتجارة الخارجية والداخلية والمالية والزراعة والإدارة المحلية.. الخ، كانت جادة بتحسين الأوضاع المعيشية لملايين الأسر السورية بالأفعال وليس بالأقوال والتصريحات الإعلامية، لقدمت دعما لامحدود للأسر صاحبة المشاريع الصغيرة، و لشجعت الأسر الأخرى على تأسيس مشاريع مماثلة بتقديم قروض بلا فائدة وإقامة أسواق مجانية لتسويق منتجاتها!
ويتجسد تقصير الجهات الحكومية بدعم الأسرة التي تعتمد على نفسها، بعدم عرض منتجاتها في صالات السورية للتجارة مثلما تفعلها مع منتجات الشركات الخاصة..فلماذا الاهتمام بسلع كبار المنتجين وإهمال منتجات المشاريع الصغيرة التي تعيل ملايين الأسر؟


ولجأت بعض الأسر للتعويض عن تقصير الجهات الحكومية إلى صفحات التواصل الاجتماعي وتحديدا الفيس بوك لتسويق منتجاتها، لكن تبقى هذه الوسائل محدودة جدا مقارنة بصالات السورية للتجارة، أو بإمكانيات الجهات الحكومية بالترويج لمنتجات مشاريع الأسر السورية الصغيرة في معارض داخلية وخارجية..الخ.
 
والمعضلة أن الحكومة مرتاحة إلى هذا الوضع والدليل انها لا تجيب على السؤال الذي يطرحه الجميع: كيف يمكن لأسرة أن تؤمن احتياجاتها الغذائية الأساسية إذا كان دخلها الشهري لا يشتري لكل فرد منها سوى سندويشتي فلافل يوميا ؟ 
والمعضلة الأخرى ان الجهات الحكومية ليست جادة حتى الآن بإيجاد آليات للاستفادة من دولارات الحوالات في تمويل عمليات الاستيراد، وبتعزيز سعر صرف الليرة، فمعظم أموال الحوالات يشفطها التجار والسماسرة عبر أقنية لا نظامية.


الخلاصة: إذا كانت الحوالات والمشاريع الصغيرة تساعد على مواجهة مصاعب الوضع المعيشي وتردي الدخول لملايين الأسر السورية، فإن على الحكومة ان تشجّع وتسوّق منتجات الأسر من جهة، وتعمل على تبسيط إجراءات ورود الحوالات من جهة أخرى، للاستفادة منها في تعزيز القطع الأجنبي، ومنع شفطها من قبل السماسرة وتجار العملات واستخدامها للمضاربة في السوق السوداء.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *