خبر عاجل
اللجنة الاقتصادية تدعو أهل الصناعة لاستخدام الطاقة البديلة عوضاً عن الكهرباء… صناعيون من حلب لـ«غلوبال»: مكلفة وغير مجدية  تنظيم مئة معاملة فراغ سيارة يومياً… مصدر بنقل دمشق لـ«غلوبال»: نصفها مناقلة ما بين التجار درجات الحرارة أدنى من معدلاتها…الحالة الجوية المتوقعة خلال الأيام الثلاثة القادمة المونة وتحضيرات الامتحان تشل حركة مطاعم المأكولات الشعبية… رئيس الجمعية بدمشق لـ«غلوبال»: تراجع الإقبال إلى النصف وقريباً التسعيرة الجديدة دعماً لذوي الاحتياجات الخاصة…مدير الشؤون الاجتماعية بالقنيطرة لـ«غلوبال»: توزيع معينات حركية ومستمرون بالدعم شكاوى من تردي واقع الطرقات والصرف الصحي… رئيس بلدية الميدان لـ«غلوبال»: سنقوم بترميم الشوارع والتعبيد عند توافر الإسفلت معادلة غير موجودة خارج سورية… العمال يستقيلون والحكومة بحاجة عمال “ببلاش”… خبير اقتصادي لـ«غلوبال»: “صحيح لا تقسم، ومقسوم لا تأكل، وكُل حتى تشبع” سوزان نجم الدين: “كنت مفكرة حالي مطلقة” عدسة غلوبال ترصد أحداث تعادل الوحدة وحطين في كأس الجمهورية كأس الجمهورية.. الفتوة يقسو على تشرين في ذهاب الدور نصف النهائي
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

ديمقراطية القمع في الجامعات الأمريكية

خاص غلوبال – شادية إسبر

من الشرق الأوسط إلى الأوساط الجامعية في الولايات المتحدة الأمريكية، الجريمة الإسرائيلية الأمريكية لا تعرف حدوداً أو محرمات، فعندما يتعلق الأمر بإسرائيل، كل شيء يسقط أمريكياً، القوانين الدولية، السياسات الخارجية، العلاقات الدبلوماسية، الاتفاقيات المناهضة للتسليح والدمار الشامل، العدالة وحقوق الإنسان والشرائع والمعتقدات أيضاً، حتى القوانين الأمريكية ذاتها تسقط عند أرجل صهيوني يقتل طفلاً فلسطينياً في غزة المحاصرة، بينما يشهر عسكر واشنطن السلاح بوجه الأمريكيين الذين يرفعون الصوت عالياً لرفع الظلم الوحشي المتفاقم في جريمة الإبادة الإسرائيلية المتواصلة، أو الطلبة المطالبين على الأقل بالتوقف عن المشاركة في الجريمة.

تعوّدت شعوب العالم، أو ربما أرادت وعملت واشنطن على مدى تاريخها أن تعوّد شعوب العالم، ونجحت في مراحل وأماكن بترويج دعايتها الديمقراطية المزعومة، وبات حلم العيش في بلاد العم ساماً يراود شرائح الشباب في مجتمعات يصنفها الغرب بالعالم الثالث، لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فحقوق الإنسان وحرية التعبير وقمع الحريات، وعسكرة القوانين والإجراءات بوجه المظاهرات السلمية، وغيرها من مصطلحات تم تصديرها أمريكياً كشعارات وذرائع لشن حروب عدة خارج أمريكا، عانت ولاتزال تعاني منها الشعوب وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، فمن يحمي حقوق الطلبة في الجامعات الأمريكية بالتعبير عن آرائهم بشأن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة؟ ومن يرفع الظلم عنهم وكل العالم شاهدهم يتعرضون للاعتقال والضرب والتهديد بالسلاح في حرم جامعاتهم، وجريمتهم أنهم هتفوا ضد جريمة إبادة وحشية في غزة؟.

البداية كانت في جامعة كولومبيا، حيث أطلق الطلاب اعتصامات احتجاجاً على العلاقات التي تربط الجامعة الأمريكية بالاحتلال الإسرائيلي، استجاب مئات الطلاب للنداء الإنساني، واعتصموا بسلمية تامة ضمن الحرم الجامعي، ليكون مصيرهم الاعتقال والاعتداء عليهم بالضرب من قبل الأمن والشرطة، وتفاقم المشهد القمعي يوم الأربعاء (24 نيسان2024)، إذ إن النداء الإنساني اتسع أفقياً وعمودياً، وازدادت أعداد الطلبة المشاركين، وامتدت الاحتجاجات الطلابية ضد الحرب على غزة إلى عدة كليات في جميع أنحاء البلاد أبرزها جامعة نيويورك التي اعتقلت الشرطة فيها 120 شخصاً، بينما أقدمت الشرطة على اعتقال أكثر من 60 متظاهراً من جامعة ييل بولاية كونيتيكت.

مجدداً سقط قناع أمريكي ديمقراطي آخر، المشهد أظهر الوجه الحقيقي للتعامل مع حرية التعبير، فالشرطة الأمريكية اعتقلت عشرات الطلاب، مع تهديدات علنية وتنفيذ عملي بفض الاعتصامات بالقوة، إذ أكد الفريق الطلابي المفاوض في جامعة كولومبيا، أن إدارة الجامعة أمهلتهم 48 ساعة لفض الاعتصام أو استدعاء قوات الأمن، لكن الرد الطلابي جاء رافضاً من دون تحقيق مطالبهم المشروعة بقطع جميع استثمارات الجامعة مع إسرائيل، ليكون رد إدارة الجامعة “إلا إسرائيل”، وفق ما كشف الطلاب الأمريكيون.

أكثر من 100 طالب تم اعتقالهم من جامعة كولومبيا، بينما شرع بعض الطلاب بنصب خيام في أماكن أخرى، وقالت المجموعات الطلابية في بيان: “نطالب بسماع أصواتنا الرافضة لأعمال القتل الجماعي للفلسطينيين في غزة، جامعتنا متواطئة في هذا العنف وهذا سبب احتجاجنا”، بينما ارتفعت هتافات الطلبة المعتصمين في جامعة تكساس ليتصدر وصفهم جيش الاحتلال الإسرائيلي بالتنظيم الإرهابي، أخبار العالم، حيث اعتقلت الشرطة أكثر من 20 طالباً فيها وفق وسائل اعلام أمريكية، في وقت قال حاكم ولاية تكساس إن “المتظاهرين يستحقون السجن ولن يتم التسامح مع معاداة السامية في الولاية”!، وهي العبارة المشابهة التي جاءت على لسان رئيسة جامعة كولومبيا التي قالت: إن “حرم الجامعة شهد حوادث معادية للسامية”، فماذا يعني هذا المصطلح المضرّج بدماء فلسطين والقاتل لأصوات الطلبة الأمريكيين.

اللافت أن الإدارة الأمريكية استخدمت جهاز مكافحة الإرهاب لقمع المظاهرات في الجامعات، فأي جريمة يتعرض لها الشباب الأمريكي الجامعي؟ وهل هؤلاء المتظاهرون السلميون إرهابيون!؟.

الصوت الطلابي الأمريكي أرعب الكيان الإسرائيلي، وهذا ما ظهر في تعليق رئيس حكومة كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي قال: “الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في جامعات أميركية عدة مروّعة ويجب أن تتوقف”.

وبعكس ما تمنى نتنياهو، انتقلت الاحتجاجات الطلابية إلى جامعات غربية أخرى، حيث تعرضت رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي للتوبيخ من قبل الطلاب داخل جامعة في إيرلندا، بينما تظاهر مئات الطلاب في جامعة سيدني الأسترالية للتنديد بالاعتداءات الإسرائيلية، ليكون انضمام جامعة “ساينس بو باريس” الفرنسية، وإقامة طلابها اعتصاماً داخل ساحة سانت توماس، كأول جامعة أوروبية تشارك في اعتصام التضامن مع غزة، بمثابة رد طلابي على القمع الأمريكي والعدوان الإسرائيلي، وتأكيد شبابي دولي ثوري بأن “السامية” هي رفع الظلم عن فلسطين، وفضح جرائم إسرائيل.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *