رغم سلبياته الراهنة الدفع الإلكتروني لا مفرّ منه… خبير اتصالات لـ«غلوبال»: صورة حضارية للخدمات ويساهم في ترسيخ الحكومة الإلكترونية والاقتصاد المعرفي

خاص دمشق – مايا حرفوش

الدفع الالكتروني هو النموذج المستقبلي لكل الخدمات في بلدنا كما في بقية البلدان، شئنا أم أبينا، فمهما تأخرنا فلا بد أن يطبق، ومهما كانت المنغصات والعقبات لا بد من إزالتها للاستفادة من الحسنات العظيمة له؛ نظراً لارتباطه بتحسين بنية الحياة والاقتصاد المعرفي والحكومة الإلكترونية، وفقاً لما أكده المهندس سامر، خبير اتصالات ونظم برمجة.

وتابع: إن الدفع الإلكتروني من خلال تجربتي وتجارب الأصدقاء أصبح حقيقة ويتطور بشكل مطرد من خلال أيادٍ وطنية، ويسعى ليواكب التطور التكنولوجي العالمي.

وأوضح أن دفع الفواتير إلكترونياً بدأ منذ نيسان عام 2020 عبر عدد من الوزارات التي لديها كوات جباية مثل فواتير الهاتف والكهرباء والمياه، وتطور من خلال خطة مدروسة لتدعيم النظم البنكية عبر عدد من القنوات المختلفة للانتقال التدريجي المدروس إلى الدفع الإلكتروني، رغم الصعوبات الفنية التي تعترض الانتقال الكامل للدفع الإلكتروني والناتجة عن الحصار وضعف الشبكة في بعض المناطق الناتج عن تداعيات الأزمة والحصار ونقص بعض المواد وحوامل الطاقة اللازمة لتشغيل الشبكة بالشكل الأمثل، مردفاً: الانتقال إلى الدفع الإلكتروني أمر لا مفرّ منه، وأن نبدأ الآن خير من أن نبدأ متأخرين.

وأشار مهندس في إحدى الشركات الخاصة، إلى أن أنظمة الفوترة الموجودة لدى الشركة السورية للاتصالات قد نفذتها كبريات شركات الاتصالات العالمية، وتعتمد هذه الأنظمة وبشكل كامل على منظومات حديثة لا يتدخل بها العامل البشري، فجميع عملياتها مؤتمتة وتتم متابعتها من فرق فنية مدربة، ما زالت على رأس عملها رغم المغريات المادية لنظيراتها من القطاع الخاص والدول الأخرى.

وأثبت هذا القطاع رغم الانتقادات أن الأمر يتم بشكل آلي وإلكتروني متكامل بين منظومات الفوترة الموجودة في الشركة السورية للاتصالات، والشركة السورية للمدفوعات الإلكترونية، والمصارف المرتبطة معها، وتصل رسالة عبر شبكة الاتصالات الخلوية للمشترك بعد اكتمال عملية الدفع “إشعار” على أن المبلغ المقتطع من حساب المشترك بالمصرف قد وصل بشكل إلكتروني لنظام الفوترة لديها، وأن الفواتير المحددة من قبل المشترك قد تم تسديدها مباشرةً.

وقال أحمد، موظف: لا يمكن إلغاء أو إيقاف أي خدمة من خدمات الشركة في حال قيام المشترك بتسديد الفواتير ضمن المهلة المحددة لتسديدها، بغض النظر عن طريقة تسديد المشترك لفواتيره سواءً عبر قنوات الدفع الإلكتروني، أم عبر الدفع التقليدي عبر بعض مراكز السورية للاتصالات المنتشرة في مراكز المحافظات.

بدوره نوه مصدر في الاتصالات بأن الفواتير لدى السورية للاتصالات تصدر شهرياً، ولكن كانت تتم الجبابة كل خمسين يوماً، أما إلكترونياً فيمكن دفع الفاتورة جزئياً، ما يوقع بعض المشتركين باللغط، حيث يتبين أنه قد سدد شهراً واحداً ولم يسدد دورة الشهر الثاني، رغم الإعلانات المسموعة والمقروءة عبر الوسائل الإعلامية وعلى موقع السورية للاتصالات، بالإضافة لمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.

وأضاف المصدر: أو حدوث مشكلات تتعلق بوجود عدة اشتراكات هاتفية باسم مشترك واحد، وتسديده لفواتير بعض الاشتراكات دون تسديد الذمم المترتبة على الاشتراكات الأخرى المسجلة باسمه، الأمر الذي يؤدي لتوقف الخدمة عن كل الاشتراكات الهاتفية المسجلة باسم المشترك (بما فيها الاشتراكات التي تم تسديد فواتيرها)، وبإمكان المشتركين التحقق من فواتيرهم الهاتفية مجاناً عبر تطبيق (السورية للاتصالات) الخاص بالهواتف المحمولة أو غيرها من قنوات الدفع الالكتروني.

وقال عامر، طالب في كلية الهندسة: تؤكد المعلومات المتداولة أن مؤشرات تسديد فواتير الهاتف الثابت تُظهر زيادة بمعدلات استخدام وسائل الدفع الإلكتروني لتسديد الفواتير بشكل متزايد عبر عدد الحسابات الإلكترونية المفعلة منذ تطبيق الانتقال للدفع الإلكتروني لفواتيرها بداية العام الحالي، رغم وجود منافذ للدفع التقليدي.

ولفت عمران إلى أن البداية صعبة دائماً، ومع الوقت تصبح واقعاً، وأن الحصار والظروف الحالية التي يمرّ بها بلدنا لن تثني الكوادر الوطنية الفنية المتخصصة عن دورها في بناء منظومات الدفع الإلكتروني وتطويرها وتحسينها بشكل دائم للوصول إلى مؤشرات مقبولة تجعل المواطن بأتم الرضا عنها.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة