”عنزة ولو طارت“!

خاص غلوبال ـ علي عبود

لم أتفاجأ بالتعليقات السطحية على مقالتي ”الأسعار في لبنان ليست أرخص من سورية”، مع أنها مستندة إلى أرقام من مصادر لبنانية موثوقة، أو من أسعار السلع المباعة في المولات، وليست من انطباعات مسبقة لدى الكثيرين، أو من أسعار الأرصفة التي تزدحم بالبضائع الفاسدة!

نعم، بإمكان أيّ شخص منتقد أن يقارن بين سلع محددة ليبرهن أنها في سورية أغلى من مثيلاتها في لبنان أو العكس، لكن مالم يقترن المثال بمصدر أو معلومة دقيقة، فهو “هراء بهراء”!.

ومن يصرّ على أن أسعارنا في الأسبوع الأول من رمضان كانت أغلى من مثيلاتها في لبنان بنسب مرتفعة لاتقل عن 30%، حتى لو كان من “حزب عنزة ولو طارت”، أن يُثبت ذلك من خلال مصادر دقيقة، كالتقارير التي ينشرها الإعلام اللبناني، أو تقارير وزارة الاقتصاد اللبنانية، وليس مما يُباع على الطرقات والأرصفة!.

لقد أسهبت الكثير من وسائل الإعلام اللبنانية بالحديث عن الغلاء الذي رفع أسعار جميع المواد والسلع قبل قدوم رمضان بأيام، وبنسب وصلت إلى 50% في بعض المواد مقارنة بأسعارها في رمضان الماضي، ومع ذلك يسخر الكثيرون ولا يريدون التصديق بأن أسعار المواد الغذائية في لبنان ليست في متناول سوى القلة، ومئات آلاف الأسر لاتقوى على شراء المواد الأساسية لموائد رمضان، وتحديداً طبق الفتوش، وهم يجادلون وفق المثل الشعبي “عنزة ولو طارت”.

حسناً، يقوم المكتب الفني لسياسة الأسعار في وزارة الاقتصاد اللبنانية بإصدار تقرير أسبوعي لمتوسط أسعار السلة الغذائية في نقاط البيع في مختلف المناطق اللبنانية، كما يُصدر تقريراً تحليلياً لها، وبالتالي لدينا تقارير بأرقام دقيقة لأسعار السلع أسبوعياً، وهي المرجع الموثوق لكل من يريد رصد وتتبع مسار ومؤشرات الأسعار على مدى شهر أو سنة.

ولو ألقينا نظرة تفصيلية على تقرير المكتب الفني في وزارة الاقتصاد اللبنانية خلال الأسبوع الأول من رمضان، فسنكتشف معدل الأسعار الفعلية لمواد السلة الغذائية المباعة في مختلف المناطق اللبنانية، وقطعاً الأرصفة ليست واحدة منها، وبإمكان “حزب عنزة ولو طارت” مقارنتها بأسعار السلع في سورية:
ـ الخضر الطازجة: كيلو البندورة بـ 78374 ل ل (12069 ل.س)، وكيلو البطاطا 52158 ل ل(8032 ل.س)، وكيس الثوم اليابس وزن 300 غرام بـ 98918 ل ل (15233 ل.س)، وكيلو البصل 104245 ل ل (16053 ل.س)، وكيلو الباذنجان 122208 ل ل (18820 ل.س)، وربطة البقلة 44139 ل ل (6797 ل.س) والنعنع 40658 ل ل (6261 ل.س)، وكيلو الخيار 107724 ل ل (16697 ل.س)، وقطعة الخسة 95574 ل ل (14813 ل.س)..الخ.

ـ اللحوم ومشتقاتها: كيلو لحم الغنم البلدي الطازج (المدهن) بـ 1.72 مليون ل ل (266600 ل.س)، والبقري البلدي الطازج بـ 988552 ل ل (153225 ل.س)، وكيلوم لحم البقر المبرد المستورد 626704 ل ل (97139 ل س)، وكيلو غرام الفروج الكامل 312669 ل ل (48463 ل.س)، وكيلو صدور الفروج المسحب بـ 757068 ل ل (117345 ل.س)، والفخاد مع جلدة 246675 ل ل (38234 ل.س).

ـ البيض ومنتجات الحليب: 30 بيضة بـ 318444 ل ل (49358 ل.س)، وكيلو جبنة قشقوان بقري موضب بـ 1.3 مليون ل ل (201500 ل.س)، وكيلو الجبن أبيض عكاوي بـ 990032 ل ل (153454 ل.س) وجبنة قطع وزن 160 غرام بـ 140827 ل ل (21828 ل.س)، وعلبة اللبنة 500 غرام بـ 315206 ل ل (48391 ل.س)، وعلبة حليب البودرة 2.5 كيلو غرام بـ 1.76 مليون ل ل (272800 ل.س).

ـ الحبوب والبذور والثمار الجوزية: كيلو غرام حمص الحب بـ 206670 ل ل (32033 ل.س)، وفول الحب بـ 137839 ل ل (21365 ل.س)، وكيلو العدس الأحمر بـ 143975 ل ل (22316 ل.س)، و كيلو الأرز العادي بـ 101809 ل ل (15780 ل.س)، وكيلو الطحين بـ 91500 ل ل (14182 ل.س) وكيلو الفاصولياء البيضاء 192862 ل ل (29893 ل.س).

ـ المنتجات الدهنية والزيتية: غالون زيت زيتون 3.6 ليتر بـ 2.83 مليون ل ل (438650 ل.س)، غالون زيت دوار الشمس 3.5 ليتر بـ 903840 ل ل (140095 ل.س)، وعبوة زيت الذرة 1.8 ليتر بـ 597552 ل ل (92620 ل.س)، ومرطبان الطحينة 454 غرام بـ 285919 ل ل (44317 ل.س)، والزبدة 400 غرام بـ 396372 ل ل (61437 ل.س).

ـ المعلبات: علبة مارتديلا بقر 340 غراماً بـ 301953 ل ل (، وعلبة سردين 125 غرام بـ 80174 ل ل، وعلبة طون200 غرام بـ 197974 ل ل (30685 ل س)، وعلبة ذرة 340 غرام بـ 119795 ل ل (18568 ل.س)، وعلبة الفطر 400 غرام بـ 130424 ل ل (20215 ل.س).

ـ مواد غذائية متفرقة: كيلو السكر بـ 106102 ل ل (16445 ل س)، باكيت معكرونة 500 غرام بـ 130514 ل ل (20229 ل.س) ، بن مطحون 200 غرام بـ 177045 ل ل (27144 ل س)، شاي 454 غراماً بـ 578565 ل ل (89677 ل س).

الخلاصة: سواء كان بعض ـ أو غالبية ـ أسعار السلع والمواد الغذائية في لبنان أغلى أم أرخص من سورية، فإنها “طارت” من موائد الغالبية العظمى من موائد اللبنانيين، مثلما “طارت” من موائد ملايين الأسر السورية، أيّ إن الأوضاع المعيشية في لبنان ليست أبداً أفضل من مثيلتها في سورية، إلاّ من وجهة نظر المصرّين على مواقف مقولبة ومسبقة أيّ “عنزة ولو طارت”!.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة