خبر عاجل
الأمبيرات… سرطان هادر للقيم المضافة أجور حصاد كل هكتار من القمح نحو مليوني ليرة… خبير تنموي لـ«غلوبال»: يجب إعادة النظر بسياسة التسعير الأحوال الجوية تلحق أضراراً بمحاصيل زراعية… رئيس اتحاد فلاحي طرطوس لـ«غلوبال»: التبغ بخير والخوف على القمح من الرطوبة من مخيمات رفح إلى جامعات العالم…العلم يقاوم الإرهاب الصهيوني بحضور أحمد مدنية.. الفيصلي يودّع مسابقة الكأس صائغان اثنان يستفردان في سوق الذهب بالقنيطرة… نائب عميد كلية الاقتصادلـ«غلوبال»: المواسم الإنتاجية بالمحافظة تحرك الذهب الفاشلون وأداء الإدارات..! تجار السوداء “يشعلون” سعر البنزين… سائقو تكاسي بحلب لـ«غلوبال»: الكازيات تبيعه 25 ألف ليرة وترفض السعر الرسمي السوري علاء الدالي يسجل ثنائية ويقود فريقه لتحقيق الانتصار في الدوري العراقي الرئيس الأسد يلتقي رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

ماذا لو

غلوبال اقتصاد

خاص غلوبال – مادلين جليس

ماذا لو كانت المواصلات مؤمنة، وأجورها جيدة، والتنقل فيها مريح، وماذا لو كانت المشتقات النفطية متوفرة بكثرة، المازوت كثير، والمدافئ لاتنطفى نيرانها وهي تعطي الدفء للمنازل، وسائقو السرافيس لا يتلاعبون بمخصصاتهم من المازوت، ولا يتخذون قلة المادة حجة لعدم نقل الركاب بين الحين والآخر.

ماذا لو كان البنزين منتشراً على الطرقات لكن بشكل نظامي وليس تهريباً، وكل السيارات قادرة على التعبئة في اللحظة التي ترغب بها وفي أي مكان تريده، وماذا لو كان الغاز متوافراً أيضاً، ولا حاجة اللجوء للبدائل المتنوعة للطبخ على سبيل المثال، الحطب وال” الببورات القديمة”.

وماذا لو كانت الخضر والفواكه متوزعة في الأسواق بأسعار جيدة ومنافسة أيضاً، لا احتكار ولا تهريب ولا استغلال، ربة المنزل تتجه للسوق تنتقي ما تشاء من الخضر لزوم طبخة اليوم، ثم تنتقل للفواكه وتنتقي منها أيضاً مالذ وطاب، تحلية لجلسة المسا.

ماذا لو كانت الكهرباء متوافرة، لا انقطاع ولا تقنين ولا أعطال متكررة، ولا حتى حمولة زائدة، ولو كانت الطرقات كلها منارة، ومعبدة، لاحوادث ولا حفر هنا وهناك.

ماذا لو كانت الأجور والرواتب متناسبة مع الأسعار في الأسواق، وكان أجر الموظف العادي يكفيه لنهاية الشهر ويزيد منه قليلاً، قد يرغب بإدخارها في أحد المصارف، أو في منزله لشراء منزل أو سيارة في المستقبل.

ماذا لو كانت المستشفيات جاهزة مؤمنة بكوادر طبية مختصة، وكانت أجور العيادات الخاصة جيدة، وماذا لو كانت المدارس تعج بطلاب، نشيطون مجتهدون، مندفعون للعلم والمرفة، دون جهاز خليوي يجعلهم ينسون اسم مدارسهم أو حتى أسماء زملائهم في الصف.

ماذا لو كانت كثير من مناطقنا الجميلة، لاهدم ولا دمار فيها، ولا ركام يتناثر هنا وهناك، وكانت البيوت مزدحمة بأهلها، لاجريح ولا شهيد ولا مخطوف ولا مفقود.

ماذا لوكان البال مرتاحاً، لاهموم ولا مصاريف زائدة لا حسابات يومية لكفاية الراتب، ولا تفكير لا ينتهي بما سيكون عليه باقي الشهر.

إن كل جملة وأمنية كتبتها في هذا النص مسبوقة بعبارة “ماذا لو” كانت واقعاً نعيشه في هذا البلد الحبيب، كانت أساسيات لامجال للنقاش فيها أو لتخيل مجرد تغيرها مستقبلاً، كلها كانت موجودة، ومتوافرة، ومؤمنة، ولم نكن ننتبه لأهميتها أو لفداحة خسارتها حتى جاءت لحظة بتنا فيها نقول بحسرة شديدة: ماذا لوكان مستقبلنا مثل ماضينا.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *