خبر عاجل
المونة وتحضيرات الامتحان تشل حركة مطاعم المأكولات الشعبية… رئيس الجمعية بدمشق لـ«غلوبال»: تراجع الإقبال إلى النصف وقريباً التسعيرة الجديدة دعماً لذوي الاحتياجات الخاصة…مدير الشؤون الاجتماعية بالقنيطرة لـ«غلوبال»: توزيع معينات حركية ومستمرون بالدعم شكاوى من تردي واقع الطرقات والصرف الصحي… رئيس بلدية الميدان لـ«غلوبال»: سنقوم بترميم الشوارع والتعبيد عند توافر الإسفلت معادلة غير موجودة خارج سورية… العمال يستقيلون والحكومة بحاجة عمال “ببلاش”… خبير اقتصادي لـ«غلوبال»: “صحيح لا تقسم، ومقسوم لا تأكل، وكُل حتى تشبع” سوزان نجم الدين: “كنت مفكرة حالي مطلقة” عدسة غلوبال ترصد أحداث تعادل الوحدة وحطين في كأس الجمهورية كأس الجمهورية.. الفتوة يقسو على تشرين في ذهاب الدور نصف النهائي الأمر لم يعد يقتصر على غلاء المأكولات الشعبية… رئيس دائرة حماية المستهلك باللاذقية لـ«غلوبال»: ضبط حالات غش بالزيت وإضافة مواد أخرى  “الضميمة” حمالة أوجه! الرئيس الأسد يتحدث في عناوين سياسية واقتصادية واجتماعية في اجتماع اللجنة المركزية لحزب البعث
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

ضربة عسكرية تُدمّر نصب “لنكولن”؟!

خاص غلوبال ـ علي عبود

بات الأمريكيون، وتحديداً القيادات السياسية والأمنية والعسكرية تتساءل منذ ترشيح دونالد ترامب للانتخابات الرئاسية: هل باتت الحرب الأهلية بين الأمريكيين “وشيكة”؟.

وكلمة “وشيكة” لاتعني بعد أسابيع، وإنما بعد أشهر أو سنوات قليلة حسب نتائج السباق إلى البيت الأبيض في تشرين الثاني القادم، بل إن بعض المحللين الاستراتيجيين يؤكدون أن هذه الحرب بدأت فعلياً بأشكال مختلفة منذ عام 2021، وكانت أبرز تجلياتها تهديد حاكم ولاية تكساس “غريغ أبوت” في نهاية العام الماضي بإعلان استقلال الولاية عن أمريكا.

وقد تؤدي هذه الحرب إلى انشقاقات في فرق الجيش الأمريكي بعد أشهر من اندلاعها، بل ليس مستبعداً أن تؤدي ضربة جوية أو مدفعية إلى تدمير النصب التي ترمز للحرب الأهلية الأولى، مثل نصب “لنكولن” التذكاري!.

وكان لافتاً أنه بعد أسابيع قليلة من تهديد الرئيس السابق دونالد ترامب للحكومة العميقة: أما أن رئيساً لأمريكا أو الحرب الأهلية، أن يبدأ عرض فيلم أمريكي بعنوان (الحرب الأهلية) الذي يلقى إقبالاً من جهة، ويثير الرعب في صفوف الأمريكيين الملونين من جهة أخرى.

نعم، إن تهديد حاكم تكساس بالاستقلال، وتأييد 25 ولاية أمريكية لدعوته، أعاد ذكريات الحرب الأهلية الأولى التي انطلقت من تكساس في 9 نيسان 1861 واستمرت حتى 9 نيسان 1865، والتي يعرف الأمريكيون ويلاتها من خلال الأفلام الوثائقية المتاحة للعموم، وهاهو المخرج (أليكس غارلاند) يُبشرهم في فيلمه الجديد أن (الحرب الأهلية) قادمة بسرعة، وستنهي الإمبراطورية الأمريكية من الداخل.

وليس فيلم (غارلاند) سوى رصد مثير وتشويقي للواقع الذي تعيشه أمريكا منذ سنوات، والقائم على العنصرية والنازية الجديدة ضد كل الأعراق الأمريكية غير المتحدّرة من أصول انكلوسكسونية.

ويبدو فيلم (الحرب الأهلية) بمنتهى الواقعية فهو يتحدث عن الشرخ الأميركي القائم حالياً والذي تجسد واقعياً في الخلافات الحادة بين حاكم ولاية تكساس المؤيد من 25 ولاية من جهة، والإدارة الأمريكية ومن خلفها الحكومة العميقة من جهة أخرى، على خلفية الهجرة غير النظامية.

وتدور أحداث الفيلم حول حرب أهلية تندلع في الولايات المتحدة بعد قرار مجموعة من الولايات الانفصال عن الاتحاد الفدرالي وتشكيل دولة مستقلة “كما هددت تكساس”، ويرصد الفيلم فريقاً من الصحفيين يسافرون عبر الولايات خلال الحرب التي تزداد انتشاراً في جميع أنحاء البلاد.

والحق يُقال، إن (غارلاند) ليس وحده الذي تحدث عن حرب أهلية أميركية جديدة، بل قدمت السينما الأمريكية العديد من الأعمال التليفزيونية والوثائقية والإذاعية، أبرزها “الولايات المنقسمة الأميركية”!.

وكان لافتاً مقطع في الفيلم يسأل فيه جندياً أميركي مواطناً مدنياً أميركياً: أي نوع من الأميركيين أنت؟.

وهذا السؤال مؤشّر على الإنقسام الحالي لأقوى الإمبراطوريات في التاريخ “اتحاديين وغير اتحاديين”، وحسب الفيلم فالقتل في الحرب الأهلية القادمة لن يكون على الهوية فقط، بل سيكون القتل طبقاً لرأي الضحية في الدولة “فيدرالية أم منقسمة”.

واللافت أيضاً، بل والخطر جداً أن شعار الفيلم هو “سباق إلى البيت الأبيض في أميركا في المستقبل القريب على حافة الهاوية”، والذي ظهر مكتوب على الشاشة في المقطع الترويجي للفيلم، ويحتوي على مشاهد لجنود ودبابات عسكرية تدمر المدن الأميركية وسط حالة من الفوضى.

وفي الفيلم يسأل أحد الصحفيين الرئيس الأميركي الذي استمر 3 دورات رئاسية في منصبه “كأنه ترامب الذي قد يقتنص الرئاسة حتى 2032”: هل تندم على استخدام الضربات الجوية على المواطنين الأميركيين “الملونين”؟.

وفي مقطع بالغ الدلالة تؤدي ضربة عسكرية إلى تدمير نصب لنكولن التذكاري، ويقول الرئيس في تعليق صوتي رداً على ذلك بما يشبه الصراخ، “فليبارك الله أميركا”.

ومن المهم الإشارة إلى أن تهديد ولاية تكساس بالاستقلال عن أمريكا الفيدرالية على مدى عدة عقود ماضية يأتي على خلفية هزيمتها الكبيرة جداً على يد جيش الولايات المتحدة في الحرب الأهلية الأولى، إلى جانب ولايات أخرى أبرزها كاليفورنيا، لذا فإن الفيلم يرصد الدمار في جميع أنحاء أمريكا بسبب انفصال 19 ولاية.

وما صوّره الفيلم من غارات جوية حكومية ضد المدنيين وإطلاق النار على الصحفيين بمجرد رؤيتهم في مبنى الكابيتول..إلخ، قد يتحول إلى أمر واقع خلال السنوات القليلة القادمة استناداً إلى تهديدات ترامب.

الخلاصة: لم تتوقف السينما الوثائقية أو الدرامية منذ العام 1980 عن التحذير من انفصال ولايات الاتحاد في أميركا، وأبرزها سلسلة (الولايات المنقسمة الأميركية) الوثائقية التي صدرت عام 2016 قبل الانتحابات الرئاسية، وفيها مزج صنّاع العمل الواقع بخيال يُجسد حالة الرعب على أميركا المستقبلية التي يمزقها منذ سنوات الانقسام السياسي والاجتماعي، ما سيؤدي إلى اندلاع صراع أهلي بات وشيكاً سينهي أقوى إمبراطورية في التاريخ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *