خبر عاجل
عدسة غلوبال ترصد مراسم تتويج نادي الفتوة بلقب الدوري السوري حماية المستهلك استعراضات ووعود ! فيضان الصرف الصحي يؤرق القاطنين… رئيس بلدية السيدة زينب لـ«غلوبال»: على المواطنين التقدم بشكاوى خطية لنحدد أماكن الأعطال ماذا لو فندق بادية الشام بالاستثمار قريباً… مدير الشركة السورية للنقل والسياحة لـ«غلوبال»: خطة لزيادة عدد الشاليهات بشاطئي الكرنك ولابلاج وبولمانات جديدة رئيس نادي الشعلة لـ “غلوبال”: “مباراتنا ضدّ خطاب هي تقرير مصير لجهد وعمل دؤوب على مدار الموسم” في الجولة الـ22 من الدوري السوري الممتاز لكرة القدم فائض في إنتاج البقوليات والأسعار في تصاعد… زراعة درعا لـ«غلوبال»: 1433طناً المتوقع من إنتاج البازلاء الحب من حر الصيف إلى أتون الغرق   الضحية الثالثة في غضون أسبوع… قائد فوج إطفاء حمص لـ«غلوبال»: تلقينا بلاغاً بغرق طفل في ساقية وطاقمنا منتشر للبحث عنه
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

تهديدات أردوغان تكشف مخططاته العدوانية تجاه سورية …المحلل السياسي كلاغاصي لـ”غلوبال”: تركيا تنخرط بخدمة خرائط سايكس بيكو

خاص غلوبال – رحاب الإبراهيم

لا يزال رئيس النظام التركي طيب رجب إردوغان يهدد ويتوعد بعمليته البرية المزعومة بحجة حماية أمنه وحدوده، وأن كانت نواياه المكشوفة تفضح مخططاته الاستعمارية، التي وجد في تفجير إسطنبول حجة ذهبية لتنفيذها من جديد، وسط تصريحات رفض “لينة” من الجانب الروسي والأميركي كله حسب مصالحه.

“غلوبال” التقى المحلل السياسي ميشيل كلا غاصي للحديث عن تداعيات تهديدات النظام التركي وما وراء تلويح أردوغان بالعملية البرية في هذه الفترة بعد عجزه منذ أشهر طويلة على تحقيق مخططاته العدوانية، وما هو موقف سورية من هذا العدوان السافر وكيف سيتم التعاطي مع هذه القضية الخطيرة محلياً ودولياً.

وعن مجمل هذه القضايا يشدد كلاغاصي بداية أن طرفي العدوان الأمريكي والتركي اجبرا على الانتقال إلى الحلول السياسية بعد الانتصار العسكري للدولة السورية، ما دفع الأول إلى توحيد ما تسمى الأحزاب الكردية، ولإعادة إحياء تنظيم “داعش”، والثاني للبحث عن تمددٍ جغرافي واسع، وابتلاع “جبهة النصرة” لكافة الفصائل الإرهابية الأخرى، من خلال مخططٍ بدت معالمه واضحة، للجلوس على طاولة المفاوضات برأسين الأول عرقي والثاني طائفي متطرف، لينتزعا سويةً من الدولة السورية، نظامها السياسي المركزي المقاوم للمشروع الصهيو-أمريكي، ولتكريس الانفصال شرقاً لصالح كيانٍ أو كانتونٍ كردي، وقضم المزيد من الأراضي السورية شمالاً لصالح تركيا وضمها إلى ما سبق واحتلته وقضمته الإمبراطورية العثمانية البائدة.

ويضيف: فشل الأمريكيون بتوحيد الفصائل والأحزاب الكردية، كذلك لم تتمكن أنقرة من إقامة المنطقة الاّمنة، رغم عملياتها العدوانية العسكرية الأربع السابقة، فقرر أردوغان شن عملية خامسة، لطالما هدد وتوعد بها خلال الأشهر الماضية، لكنه اصطدم بالموقف السوري، وخشية مواجهة الجيش العربي السوري، ورفضٍ شعبي سوري واسع، حتى في مناطق الاحتلال والسيطرة التركية – الإرهابية، كذلك اصطدم برفضٍ روسي وإيراني، ورفضٍ أمريكي معلن وسخيف.

ومع اقتراب الانتخابات التركية، واحتمالية سقوط أردوغان، نتيجة تردي الأوضاع المعيشية والاجتماعية في عهده، كان لا بد لواشنطن وأنقرة استعجال المخطط القديم – الحديث، وإقامة المنطقة العازلة، وإضعاف تركيا لنصف “قسد” الرافض للمشروع التركي، والطامع بالانفصال وبالحماية الأمريكية.. فلجأ أردوغان ووسائل إعلامه للتركيز على أعداء تركيا، وما تتعرض له من هجمات إرهابية على يد حزب العمال الكردستاني وميليشيات وحدات الحماية الكردية، اللذان تصنفهما أنقرة بـ “الإرهابيين”، وبحث مجدداً عن الضوء الأخضر الأمريكي والروسي والسوري، فكانت الإنعطافة التركية المزعومة تجاه الدولة السورية.

ويشير المحلل السياسي كلاغاصي أن الإعلام التركي والرئيس أردوغان وبعض ساسته، بدأوا بإطلاق عشرات التصاريح والمواقف الكلامية – الإعلامية، حول انعطافةٍ تركية تجاه سورية بهمسٍ روسي، وادعوا بحصول عديد اللقاءات الأمنية مع نظرائهم السوريين، في الوقت الذي تحدث الرئيس التركي عن “إمكانية إعادة النظر في العلاقات السياسية مع سورية بعد الانتخابات” الرئاسية التركية القادمة، ووصلت الماكينات الإعلامية والسياسية التركية بث أضاليلها، وتفاؤلها بإمكانية لقاء الرئيس بشار الأسد بالرئيس التركي، وحصول “المصافحة” السياسية والشخصية.

وهنا استغل أردوغان طراوة اللسان تجاه سورية، وخشونتها وحدتها تجاه الإرهابيين ( قسد وحزب العمال الكردستاني)، لصرف الأنظار عن استعداداته للعدوان الجديد، بعد تحميل موسكو مسؤولية “عدم تنفيذ التزاماتها بإبعاد الكرد عن المناطق الحدودية بحسب اتفاق سوتشي عام 2019″، وانتظر انشغال العالم بالحدث الرياضي الدولي في المونديال، وأطلق عدوانه عشية انطلاق صافرته، متكئاً على حشد الداخل التركي بأحزابه ومواطنيه، تحت راية حماية الأمن القومي التركي, مستغلاً عملية استخباريةً مفضوحةً، وتفجيراً إرهابياً وسط إسطنبول، أودى بحياة 86 مواطناً تركياً وعدد كبير من الجرحى، مهد له الطريق لاتهام اعدائه من الكرد، وبإلقاء القبض على منفذة التفجير “أحلام البشير” الكردية – السورية، واعترافاتها المزعومة بحسب وزير الداخلية التركي، والرئيس أردوغان شخصياً، وبأنها تلقت تدريباتها في عين العرب السورية على يد أعداء تركيا الكرد في سورية، وبأنه “اّن أوان الحساب”.

ويتابع كلاغاصي حديث بتأكيده أن الطائرات الحربية والمسيرات التركية نفذت بدعمٍ من المدفعية التركية عدوانها، وادعت قصف ما يتجاوز الـ 250 موقعاً وتحصيناً ومركز قيادة ومستودعات ذخيرة، تعود إلى قوات “قسد” وحزب العمال الكردستاني على الأراضي السورية والعراقية والتي وصلت ضرباتها إلى الموصل العراقية (الهدف التركي القديم–الحديث)، وتجنبت البيانات التركية الحديث عن قصف المناطق السكنية، والمشافي وبعض مواقع انتشار الجيش العربي السوري، واهتمت بالترويج لتصريحات وزير الدفاع التركي، بانطلاق عملية برية واسعة محتملة بالتوقيت التركي، وسط تأكيد الرئيس التركي على ضرورة إقامة المنطقة العازلة.

وأضاف: “بناء على هذا الواقع انطلقت الماكينات الإعلامية والتحليلات السياسية، للحديث عن هوية الضوء الأخضر الذي حصل عليه أردوغان، وسط نفي واشنطن، مع إقرارها ‘بحق تركيا بالدفاع عن أمنها القومي’، وتفهمٍ روسي، قد يندرج في إطار العلاقات الروسية – التركية في إطارها الواسع والمتداخل مع ما يحصل في أوكرانيا، وضرورة حماية الأراضي التركية التي قرر الرئيس بوتين تحويلها إلى مركز دولي للغاز الروسي، والذي من شأنه ضمان وصول أنابيب الغاز الروسي إلى أوروبا”.

وحول الموقف السوري الرسمي بين المحلل السياسي كلاغاصي أنه موقف سورية وواضح وصريح، وقد عبرت عنه وزارة الخارجية السورية مراراً وتكراراً، عبر وزير الخارجية السوري, والمستشارة بثينة شعبان، وعبر عديد البيانات ووسائل الإعلام السورية الرسمية، ومفاده بأن سورية لا تؤمن بالأقوال التركية وتنتظر منها الأفعال، كذلك استهجانها ورفضها لقيام دولةٍ بهدف حماية أمنها القومي بالاعتداء على أراضي وسيادة دولةٍ أخرى، في وقتٍ لا ترى فيه دمشق أية إمكانية للثقة بتصريحات وكلام الرئيس أردوغان، وترى في وجود قواته الاحتلالي، ودعمه للإرهابيين على الأراضي السورية، “ذهنية اّن لها أن تتغير”، كي يتسنى للدولتين التعاون بشكلٍ جدي لمكافحة الإرهاب على طرفي الحدود، وضمان الأمن القومي لكلا البلدين.

وجديرٌ بالمهتمين بالموقف السوري، العودة إلى تصريحات الرئيس بشار الأسد، الذي وصف الاحتلال التركي ووجوده على الأراضي السورية بـ “المخفر المتقدم”، وهذا ما يعبر عن حقيقة المواقف التركية التابعة لواشنطن صاحبة المخطط وقائدة الحرب الكونية على سورية والعراق، وتأكيد إضافي، على انخراط تركيا بخدمة خرائط ومخططات سايكس بيكو وسان ريمو وإتفاقية أنقرة وغيرها من المشاريع الدنيئة، التي لم يتخل المخططون عنها منذ أكثر من قرن، مع فارق استبدال القيادة البريطانية بالقيادة الأمريكية المتصهينة.

ويرى كلاغاصي أن هذه المرحلة تبدو شديدة التعقيد بالنسبة لغالبية الأطراف، وتتطلب فيها محاولة إيجاد الحلول نوعاً من المعجزات السياسية والعسكرية، في حين أنها تبدو شديدة الوضوح بالنسبة إلى سورية والسوريين، نتيجة معرفتهم بطبيعة ذهنية أعدائها وتاريخهم ومشاريعهم الاحتلالية والانفصالية، التي قادتهم للعدوان الجماعي على سورية.في وقتٍ لم تظهر فيه قيادات ميليشيات “قسد” الحد الأدنى من النضج السياسي، ولا زالت تتحدث عن طعنات أمريكية، وسط ضياعٍ كلي للمدعو مظلوم عبدي، ولعبة التذاكي ما بين صقور وحمائم “قسد” للحوار مع دمشق, وبتوجيه العتب وواجب حماية ميليشياته على عاتق الأمريكيين، وبتحميل روسيا مسؤولية دعم تركيا و”كسبها إلى جانبها”، وكالعادة يطلق تصريحاته ومواقفه المتأخرة والسطحية، ولأنه لا يزال يسير في الطريق الخاطئة، يبدو أن في صمته اقوى موقف يستطيع اتخاذه، وكفاه هو وواشنطن وتركيا الحديث عن محاربة “داعش”، وإلاّ فسيتوجب عليه إثبات ذلك.ويمكن تلخيص وعنونة ما تقوم به تركيا اليوم، هو عدوان جديد على سورية، عقله ومخططه صهيو- أمريكي، وسيفه تركي – إرهابي، ودميته انفصاليي “قسد” حسب ما يختم المحلل السياسي ميشيل كلاغاصي.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *