خبر عاجل
عدسة غلوبال ترصد مراسم تتويج نادي الفتوة بلقب الدوري السوري حماية المستهلك استعراضات ووعود ! فيضان الصرف الصحي يؤرق القاطنين… رئيس بلدية السيدة زينب لـ«غلوبال»: على المواطنين التقدم بشكاوى خطية لنحدد أماكن الأعطال ماذا لو فندق بادية الشام بالاستثمار قريباً… مدير الشركة السورية للنقل والسياحة لـ«غلوبال»: خطة لزيادة عدد الشاليهات بشاطئي الكرنك ولابلاج وبولمانات جديدة رئيس نادي الشعلة لـ “غلوبال”: “مباراتنا ضدّ خطاب هي تقرير مصير لجهد وعمل دؤوب على مدار الموسم” في الجولة الـ22 من الدوري السوري الممتاز لكرة القدم فائض في إنتاج البقوليات والأسعار في تصاعد… زراعة درعا لـ«غلوبال»: 1433طناً المتوقع من إنتاج البازلاء الحب من حر الصيف إلى أتون الغرق   الضحية الثالثة في غضون أسبوع… قائد فوج إطفاء حمص لـ«غلوبال»: تلقينا بلاغاً بغرق طفل في ساقية وطاقمنا منتشر للبحث عنه
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

تكاليف المعيشة المرهقة تفاقم أزمة الزواج… وخبراء يدقون ناقوس الخطر لإنقاذ الشباب والبلاد؟؟!

خاص شبكة غلوبال الإعلامية – بقلم: رحاب الإبراهيم

حينما كان الشاب يبلغ سن الثلاثين ولا يدخل القفص الذهبي “يقيم” وسطه المحيط ومن خلفه المجتمع “كثير التدخلات” بالأمور الشخصية “قيامته” مع كيله بصفات ما انزل الله بها من سلطان وخاصة إذا كانت أحواله المادية جيدة، ما يضطره للرضوخ أو الاقتناع، فتخيلوا كيف سيكون حال الفتاة إذا حكمت عليها الظروف بعدم دخول عش الزوجية قبل هذا العمر.

هذا الحال تغير بعد سنوات الحرب السوداء، حيث بات مألوفاً أن تجد شبان وشابات من هذه الفئة العمرية وحتى أكبر غير متزوجين، من دون أن يخلو ذلك من تدخلات الطفيليين وكلماتهم الجارحة مع أن الجميع يعرف “البير وغطاه”، فالحرب وتداعياتها تسببت في أضرار اجتماعية خطيرة بعد هجرة أعداد كبير من الشباب ووفاة قسم أخر، ما أحدث فجوة هائلة بين أعداد الذكور والاناث، وزاد الطين بلة ارتفاع معدلات التضخم إلى حدود مهولة، الأمر الذي أفرز ظواهر كانت تعد نشاز في مجتمعنا الفتي كإعراض الشباب عن الزواج وارتفاع معدل “العنوسة”، التي اقترح إلغاء هذا المصطلح وانزال عقوبات بحق من يستخدمها للتنمر لتأثيرها النفسي على من تطلق عليه.

واليوم يدق الخبراء ناقوس الخطر بأن سورية تتصدر الدول التي تعاني من هذه الظاهرة، ما يهدد بتحويلها إلى بلد عجوز، فامتناع الشباب عن الزواج سيقلل عدد الولادات بعد ما كنت سورية تعرف أنها دولة ولادة ومنتجة للعقول، وهذا يتطلب تحركاً سريعاً عبر إيجاد حلول معينة لمعالجة هذا الواقع الخطير، الذي فاقمه تردي الأوضاع المعيشية بحيث يصعب اليوم على الشاب تأسيس أسرة وتحمل تكاليفها المرتفعة، التي تحتاج ملايين الليرات بينما لا يتوافر سوى راتب محدود لا يتجاوز سقفه 200 ألف أن وجد طبعاً، فالبطالة تطل برأسها وخاصة بين الفئة المتعلمة وأصحاب الشهادات، الذين أصبح جل طموحهم التفكير في الهجرة بعد ما اضمحل سقف الأحلام صوب تأمين ربطة خبز أو جرة غاز أو بنزين، أما التفكير في شراء منزل ولو في العشوائيات أو حتى ايجاراً أصبح ضرباً من المستحيل.

واقع الشباب الصعب والمكشوف لصناع القرار، الذين فضلوا تجاهله والقفز فوقه، بدليل عدم اتخاذ أي خطوة صوب حلحلته، قد يدفع الكثير من الشباب للوقوع في المحظور، ما ينذر بتفكك المجتمع السوري المعروف بأنه يقدس الأسرة، وهنا نتساءل عن إجراءات الوزارات المعنية والمجتمع الأهلي لمعالجة هذه الظاهرة الخطيرة، وماذا أطلق قطاع الأعمال من مبادرات انطلاقاً من مسؤولياته الاجتماعية لمساعدة الجيل الشاب على تأسيس ذاته وتمكينه من بناء عائلة وضمان حياة كريمة بدون معاناة، وبالتالي حماية المجتمع السوري من الانحلال والتفكك.

تشجيع الشباب على الزواج وتخفيف نسبة العنوسة لا يتحقق بعقد ورشات مجتمعية فقط، حيث تحتاج هذه القضية الهامة إلى معالجة جذرية مدعومة بمبادرات فاعلة للراغبين في الزواج، فمثلاً فكرة الزواج الجماعي التي نظمتها أحد الشركات الخاصة فكرة معقولة، وفي حلب تكلفت بعض الطوائف المسيحية بتقديم مبالغ مالية جيدة مع مساعدات عينية لتغطية تكاليف العرس وفرش البيت، إذا تحتاج هذه المبادرات للتعميم وتوسيع نطاقها من جميع الجهات، فماذا فعلت وزارة الشؤون الاجتماعية بمظلتها الواسعة على الجمعيات الخيرية لتخفيف من آثار هذه الظاهرة، وأين هي وزارة الأوقاف التي تمتلك ميزانية كبيرة وخاصة مع استمرار تدفق تبرعات المحسنين، فمن المفروض أن تتشارك جميع الجهات المعنية لوضع خطة تستقطب فيها جيل الشباب عبر تأمين فرص عمل بدخل جيد، مع قيام وزارة الاسكان بحل مشكلة السكن عبر مساعدة الراغب بالزواج على شراء بيت صغير سواء بالحصول على قروض ميسرة أو بناء جمعيات تتناسب مع دخولهم الشهرية، ودعم توجه الشباب إلى تأسيس مشاريعهم الخاصة عبر دعم فعلي للمشاريع الصغيرة والمتوسطة.

أما الإجراء الأهم فيتمثل بتسهيل أمور المعيشة وضبط غول الغلاء وتوفير مستلزمات المعيشة الأساسية من كهرباء ونقل وغيرها، وعند تحقيق هذه الأمور التي لا تتطلب معجزات إذا تواجدت إدارات قادرة على إنتاج حلول معقولة للأزمات التي تحيطنا من كل الجهات… فحتما عند تحقيق ذلك لن يفكر أي شاب بالهجرة وعيش تجربة الغربة طالما يقدم له بلده الأمان والاستقرار المادي والنفسي.

وعموماً فإن الزواج في سن الثلاثين سواء أكان لشاب أو الفتاة بعيداً عن أفكار المجتمع المقولبة ومصطلحاتهم الكاسرة للخواطر أنجح من الزواج في سن صغيرة وخاصة بعد ارتفاع معدل الطلاق، فكما يقال لا نريد الهروب من “الدب” كي نقع في الجب”، ويبقى الأمل أن تفرد حكومتنا خزينتها وتسخى على حل مشاكل الشباب وتمنع هجرتهم، وقتها فليتزوج الشباب بأي سن يختارونه ضمن السن القانوني مع منع زواج القاصرات منعاً باتاً تحت أي ظرف.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *